ابن محمد بن سهل الوزير العالم الزاهد ابن الوزير الأزدي الغرناطي ولد سنة اثنتين وستين ومات أبوه سنة سبعين وجده سنة سبع وثلاثين وست مائة وحج سنة سبع وثمانين ورجع ثم أنه قدم سنة عشرين وسبع مائة وحج وجور سنتين وسمع من ابن الرضي الطبري ثم قدم دمشق وقرأ الصحيح على الحجار وصحيح مسلم علي ابن العسقلاني وقرأ بالسبع في صغره على ابن بشر وابن أبي الأحوص وابن الزبير وبرع في معرفة الاسطرلاب وكان وافر الجلالة ببلده يرجعون إلى رأيه فيمن يولى المملكة ويلقبونه الوزير وفيه ورع وله فضائل أخذ عنه قطب الدين عبد الكريم وكان شيخاً وقوراً لا يتعمم ويتطيلس على طاقية رأيته عند الشيخ أثير الدين أخبرني هو وغيره عنه أنه يتصدق سراً من ماله الذي يحمل إليه من أملاكه بالغرب وعرفه الناس وصاروا يقصدونه فإذا طلب منه أحد شيئاً أنكر ذلك وقال له ليس ما قيل لك صحيحً ثم يتركه بعد يوم أو أكثر ويأتي إليه وهو غافل ويلقى في حجره كاغداً فيه ذهب ويمر ولا يقف له ويتصدق من الستين ديناراً فما دونهان توفي C سنة ثلاثين وسبع مائة واستنسخ البحر المحيط تفسير الشيخ أثير الدين وشرح التسهيل له وغير ذلك وجهزه إلى الغرب وقال الشيخ الإمام تاج الدين أحمد بن مكتوم النحوي يرثيه .
مات بان سهل فماتت ... من بعده المكرمات .
ولم يخلف مثيلاً ... أمثاله الصيد ماتوا .
البرزالي الحنبلي .
محمد بن محمد بن محمود ابن قاسم الإمام ذو الفنون الشيخ شمس الدين ابن عبد الله ابن الإمام أبي الفضل العراقي الحنبلي مدرس المستنصرية بعد الذبريراني ولد في شوال سنة إحدى وثمانين كان بصيراً بالمذهب والعربية ورأس في الطب سافر إلى الهند ورجع وصنف في الطب ما يستعمله الإنسان وله سطوة وشهامة وسمع من أبي القسم والعماد ابن الطبال وكتب في الإجازات وساد وتقدم وله نظم ولما توفي سنة أربع وثلاثين وسبع مائة ودفن عند والده بمقبرة الإمام أحمد .
ابن الحاج الفاسي المصري .
محمد بن محمد الشيخ أبو عبد الله العبدري الفاسي المصري المالكي ابن الحاج مؤلف كتاب البدع توفي عن بضع وثمانين سنة سبع وثلاثين وسبع مائة .
ابن العفيف الكاتب .
محمد بن محمد بن الحسن الشيخ الإمام الفاضل الكاتب المجود المحرر شيخ الديار المصرية كان صالحاً خيراً فاضلاً له شعر وخطب وله حظ من النحو قرأ العربية على بهاء الدين ابن النحاس وكان شيخ خانقاه أقبغا عبد الواحد بالقرافة وكان تالياً لكتاب الله تعالى توفي C تعالى في ثالث ذي الحجة سنة ست وثلاثين وسبع مائة .
الشيخ ركن الدين ابن القوبع .
محمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن يوسف التونسي الشيخ الإمام العلامة المحقق البارع المتقن المفنن جامع أشتات الفضائل ركن الدين أبو عبد الله الجعفري المالكي التونسي لم أر له نظيراً في مجموعة واتقانه وتفنه واستحضاره واطلاعه كل ما يعرفه يجيد فيه من أصول وحديث وفقه وأدب ولغة ونحو وعروض وأسماء رجال وتاريخ وشعر يحفظه للعرب والمولدين والمتأخرين وطب وحكمة ومعرفة الخطوط خصوصاً خطوط المغاربة قد مهر في ذلك وبرع وإذا تحدث في شيء من ذلك كله تكلم على دقائق ذلك الفن وغوامضه ونكته حتى يقول القائل إنما أفنى عمره هذا في هذا الفن قال لي العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن السبكي الشافعي وهو ما هو : ما أعرف أحداً مثل الشيخ ركن الدين أو كما قال وقد رأى جماعة ما أتى الزمان لهم بنظير بعدهم مثل الشيخ وغير هؤلاء أخبرني الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس قال : قدم إلى الديار المصرية وهو شاب فحضر سوق الكتب والشيخ بهاء الدين ابن النحاس حاضر وكان مع المنادي ديوان ابن هانيء المغربي فأخذه الشيخ ركن الدين وأخذ يترنم بقول ابن هانيء .
فتكات لحظك أم سيوف أبيك ... وكؤس خمرك أم مراشف فيك