وتفسيره .
انتبه لم تنام يارب استيقظ من رقدتك .
وهؤلاء إنما نطقوا بهذه الهذايانات والكفريات من شدة الضجر من الذل والعبودية والصغار وانتظار فرج لا يزداد منهم إلا بعدا .
فأوقعهم ذلك في الطيش والضجر وأخرجهم إلى نوع من التزندق والهذيان الذى لا تستحسنه إلا عقولهم الركيكة .
فتجرأوا على الله بهذه المناجاه القبيحة كأنهم ينخون الله بذلك لينتخى لهم ويحمي لنفسه لأنهم إذا ناجوا ربهم بذلك فكأنهم يخبرونه بأنه قد اختار الخمول لنفسه وينخونه للنباهة واشتهار الصيت .
فترى أحدهم إذا تلا هذه الكلمات في الصلاة يقشعر جلده ولا بشك في أن كلامه يقع عند الله بموقع عظيم وأنه يؤثر في ربه ويحركه بذلك ويهزه وينخيه .
وهؤلاء على حقيقة ينبغي أن يرحم جهلهم وضعف عقولهم .
وأيضا فإن عندهم في توراتهم أن موسى صعد الجبل مع مشائخ أمته فأبصروا الله جهرة وتحت رجليه كرسي منظره كمنظر البلور .
ذلك قوله ويراو إيث الوهى يسرائيل وتاحث رغلا وكراي لبناث هسفير وخعيصم مشامايم لا ظوهر