ثم إن اليهود فرقتان إحداها عرفت أن أولئك السلف الذين ألفوا المشنا والتلمود وهم فقهاء اليهود قوم كذابون على الله تعالى وعلى موسى النبي عليه السلام أصحاب حماقات ورقاعات هائلة .
من ذلك أن أكثر مسائل فقههم ومذهبهم يختلفون فيها ويزعمون أن الفقهاء كانوا إذا اختلفوا في كل واحدة من هذه المسائل يوحي الله إليه بصوت يسمعه جمهورهم يقول .
الحق في هذه المسالة مع الفقيه فلان وهم يسمون هذا الصوت بث قول .
فلما نظر اليهود القراؤون وهم أصحاب عانان بن داود وبنيامين إلى هذه المحالات الشنيعة وإلى هذا الافتراء الفاحش والكذب البارد انفصلوا بأنفسهم عن الفقهاء وعن كل من يقول بمقالتهم وكذبوهم في كل ما افتروا على الله تعالىوقالوا بعد أن ثبت كذبهم على الله وأنهم ادعوا النبوة وزعموا أن الله تعالى كان يوحى إلى جميعهم في كل يوم مرات فقد فسقوا ولا يجوز قبول شيء منهم فخالفوهم في سائر