كنا نسلم على النبي A وهو يصلي فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله إنا كنا نسلم عليك فترد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي لم ترد علينا قال إن في الصلاة شغلا وقد روى البخاري أيضا ومسلم وأبو داود والنسائي من طرق أخر عن سليمان بن مهران عن الاعمش به وهو يقوي تأويل من تأول حديث زيد بن أرقم الثابت في الصحيحين كنا نتكلم في الصلاة حتى نزل قوله وقوموا لله قانتين فامرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام على أن المراد جنس الصحابة فان زيدا أنصاري مدني وتحريم الكلام في الصلاة ثبت بمكة فتعين الحمل على ما تقدم وأما ذكره الآية وهي مدنية فمشكل ولعله اعتقد أنها المحرمة لذلك وانما كان المحرم له غيرها معها والله أعلم .
قال ابن اسحاق وكان ممن دخل معهم بجوار عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة وأبو سلمة بن عبد الاسد في جوار خاله أبي طالب فان أمه برة بنت عبد المطلب فاما عثمان بن مظعون فان صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف حدثني عمن حدثه عن عثمان قال لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله A من البلاء وهو يروح ويغدو في أمان من الوليد ابن المغيرة قال والله ان غدوي ورواحي في جوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والاذى في الله ما لا يصيبني لنقص كثير في نفسي فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له يا أبا عبد شمس وفت ذمتك وقد رددت اليك جوارك قال لم يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي فقال لا ولكني أرضى بجوار الله D ولا أريد أن أستجير بغيره قال فانطلق الى المسجد فاردد على جوازي علانية كما أجرتك علانية قال فانطلقنا فخرجا حتى أتيا المسجد فقال الوليد بن المغيرة هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري قال صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله فقد رددت عليه جواره ثم انصرف عثمان Bه ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر في مجلس من قريش ينشدهم فجلس معهم عثمان فقال لبيد ... ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... فقال عثمان صدقت فقال لبيد ... وكل نعيم لا محالة زائل ... فقال عثمان كذبت نعيم الجنة لا يزول فقال لبيد يا معشر قريش والله ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث هذا فيكم فقال رجل من القوم إن هذا سفيه في سفهاء معه قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله فرد عليه عثمان حتى شرى أمرهما فقام اليه ذلك الرجل ولطم عينه فخضرها والوليد ابن المغيرة قريب يرى ما بلغ عثمان فقال والله يا ابن أخي ان كانت عينك عما أصابها لغنية ولقد