وفي آخر رجب جاء سيل عظيم بظاهر حمص خرب شيئا كثيرا وجاء إلى البلد ليدخلها فمنعه الخندق وفي شعبان تكامل بناء الجامع الذي عمره تنكز ظاهر باب النصر وأقيمت الجمعة فيه عاشر شعبان وخطب فيه الشيخ نجم الدين علي بن داود بن يحيى الحنفي المعروف بالفقجازي من مشاهير الفضلاء ذوي الفنون المتعددة وحضر نائب السلطنة والقضاة والاعيان والقراء والمنشدون وكان يوما مشهودا وفي يوم الجمعة التي يليها خطب بجامع القبيبات الذي أنشأه كريم الدين وكيل السلطان وحضر فيه القضاة والاعيان وخطب فيه الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الواحد بن يوسف بن الرزين الحراني الاسدي الحنبلي وهو من الصالحين الكبار ذوي الزهادة والعبادة والنسك والتوجه وطيب الصوت وحسن السمت وفي حادي عشر رمضان خرج الشيخ شمس الدين ابن النقيب إلى حمص حاكما بها مطلوبا مولى مرغوبا فيه وخرج الناس لتوديعه .
وفي هذا الشهر حصل سيل عظيم بسلمية ومثله بالشوبك وخرج المحمل في شوال وأمير الركب الأمير علاء الدين بن معبد والى البر وقاضيه زين الدين ابن قاضي الخليل الحاكم بحلب وممن حج في هذه السنة من الاعيان الشيخ برهان الدين الفزاري وكمال الدين ابن الشريشي وولده وبدر الدين ابن العطار وفي الحادي والعشرين من ذي الحجة انتقل الامير فخر الدين إياس الأعسري من شد الدواوين بدمشق إلى طرابلس اميرا وفي يوم الجمعة السابع عشر ذي الحجة أقيمت الجمعة في الجامع الذي انشأه الصاحب شمس الدين عبريال ! ناظر الدواوين بدمشق خارج باب شرقي إلى جانب ضرار بن الازور بالقرب من محلة القعاطلة وخطب فيه الشيخ شمس الدين محمد بن التدمري المعروف بالنيرباني وهو من كبار الصالحين ذوي العبادة والزهادة وهو من أصحاب شيخ الاسلام ابن يتيمة وحضره الصاحب المذكور وجماعة من القضاة والاعيان وفي يوم الاثنين والعشرين من ذي الحجة باشر الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان الذهبي المحدث الحافظ بتربة أم الصالح عوضا عن كمال الدين بن الشريشي توفي بطريق الحجاز في شوال وقد كان له في مشيختها ثلاث وثلاثون سنة وحضر عند الذهبي جماعة من القضاة وفي يوم الثلاثاء صبيحة هذا الدرس أحضر الفقيه زين الدين بن عبيدان الحنبلي من بعلبك وحوقق على منام رآه زعم أنه رآه بين النائم واليقظان وفيه تخليط وتخبيط وكلام كثير لا يصدر عن مستقيم المزاج كان كتبه بخطه وبعثه لي بعض أصحابه فاستسلمه القاضي الشافعي وحقن دمه وعزره ونودي عليه في البلد ومنع من الفتوى وعقود الانكحة ثم أطلق وفي يوم الاربعاء بكرة باشر بدر الدين محمد بن بضحان شيخة الاقزاء بتربة أم الصالح عوضا عن الشيخ مجد الدين التونسي توفي وحضر عنده الاعيان الفضلاء وقد حضرته يومئذ وقبل ذلك باشر مشيخة الاقراء بالأشرفية عوضا عنه أيضا الشيخ