في قلبه وانقطع في داره إلى أن مات كمدا وغبينة وضيق وقلة وذلة في مستهل جمادي الاخرة من هذه السنة وله من العمر ثلاث وستون سنة ودفن في قبور الروافض وقد سمع بأذنيه ورأى بعينيه من الإهانة من التتار والمسلمين مالا يحسد ولا يوصف وتولى بعده ولده الخبيث الوزارة ثم اخذه الله أخذ القرى وهي ظالمة سريعا وقد هجاه بعض الشعراء فقال فيه ... يا فرقة الاسلام نوحوا واندبوا ... أسفا على ما حل بالمستعصم ... دست الوزارة كان قبل زمانه ... لابن الفرات فصار لابن العلقمي ... محمد بن عبد الصمد بن عبد الله بن حيدرة .
فتح الدين أبو عبد الله بن العدل محتسب دمشق كان مشكورا حسن الطريقة وجده العدل نجيب الدين أبو محمد عبد الله بن حيدرة وهو واقف المدرسة التي بالزبداني في سنة تسعين وخمسمائة تقبل الله منه وجزاه خيرا .
القرطبي صاحب المفهم في شرح مسلم أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر أبو العباس الانصاري القرطبي المالكي الفقيه المحدث المدرس بالاسكندرية ولد بقرطبة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وسمع الكثير هناك واختصر الصحيحين وشرح صحيح مسلم المسمى بالمفهم وفيه اشياء حسنة مفيدة محررة C .
الكمال إسحاق بن أحمد بن عثمان .
أحد مشايخ الشافعية أخذ عنه الشيخ محيي الدين النووي وغيره وكان مدرسا بالرواحية توفي في ذي القعدة من هذه السنة .
العماد داود بن عمر بن يحيى بن عمر بن كامل .
أبو المعالي وأبو سليمان الزبيدي المقدسي ثم الدمشقي خطيب بيت الابار وقد خطب بالاموي ست سنين بعد ابن عبد السلام ودرس بالغزالية ثم عاد إلى بيت الابار فمات بها .
علي بن محمد بن الحسين صدر الدين أبو الحسن بن النيار شيخ الشيوخ ببغداد وكان أولا مؤدبا للامام المستعصم فلما صارت الخلافة إليه برهة من الدهور رفعه وعظمه وصارت له وجاهة عنده وانضمت إليه أزمة الامور ثم إنه ذبح بدار الخلافة كما تذبح الشاة على أيدي التتار .
الشيخ علي العابد الخباز كان له أصحاب وأتباع ببغداد وله زاوية يزار فيها قتلته التتار وألقى على مزبلة بباب زاويته ثلاثة أيام حتى أكلت الكلاب من لحمه ويقال إنه أخبر بذلك عن نفسه في حال حياته محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفرج أبو عبد الله المقدسي خطيب براد سمع الكثير وعاش تسعين سنة ولد في سنة ثلاث وخمسين فسمع الناس