عير الحاج العراقي إلى الحرة كلها نيران تشتعل نبصرها في الليل من المدينة كأنها مشاعل الحاج واما ام النار الكبيرة فهي جبال نيران حمر والام الكبيرة التي سالت النيران منها من عند قريظة وقد زادت وما عاد الناس يدرون أي شيء يتم بعد ذلك والله يجعل العاقبة إلى خير فما أقدر أصف هذه النار .
قال أبو شامة وفي كتاب آخر فظهر في أول جمعة من جمادي الاخرة سنة أربع وخمسين وستمائة ووقع في شرقي المدينة المشرفة نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم انفجرت من الارض وسال منها واد من نار حتى حاذي جبل أحد ثم وقفت وعادت إلى الساعة ولا ندري ماذا نفعل ووقت ما ظهرت دخل أهل المدينة إلى نبيهم E مستغفرين تائبين إلى ربهم تعالى وهذه دلائل القيامة .
قال وفي كتاب آخر لما كان يوم الاثنين مستهل جمادي الاخرة سنة أربع وخمسين وستمائة وقع بالمدينة صوت يشبه صوت الرعد البعيد تارة وتارة أقام على هذه الحالة يومين فلما كانت ليلة الاربعاء ثالث الشهر المذكور تعقب الصوت الذي كنا نسمعه زلازل فلما كان يوم الجمعة خامس الشهر المذكور انبجست الحرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد رسول الله .
ص وهي برأي العين من المدينة نشاهدها وهي ترمي بشرر كالقصر كما قال الله تعالى وهي بموضع يقال له أجيلين وقد سال من هذه النار واد يكون مقداره اربع فراسخ وعرضه أربعة أميال وعمقه قامة ونصف وهي تجري على وجه الارض ويخرج منها أمها دوجبال صغار وتسير على وجه الارض وهو صخر يذوب حتى يبقى منك الانك فإذا جمد صار اسود وقبل الجمود لونه أحمر وقد حصل بسبب هذه النار إقلاع عن المعاصي والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات وخرج امير المدينة عن مظالم كثيرة إلى أهلها .
قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة ومن كتاب شمس الدين بن سنان بن عبد الوهاب بن نميلة الحسيني قاضي المدينة إلى بعض اصحابه لما كانت ليلة الاربعاء ثالث جمادي الاخرة حدث بالمدينة بالثلث الاخير من الليل زلزلة عظيمة أشفقنا منها وباتت باقي تلك الليلة تزلزل كل يوم وليلة قدر عشر نوبات والله لقد زلزلت مرة ونحن حول حجرة رسول الله A اضطرب لها المنبر إلى أن أوجسنا منه إذ سمعنا صوتا للحديد الذي فيه واضطربت قناديل الحرم الشريف وتمت الزلزلة إلى يوم الجمعة ضحى ولها دوي مثل دوي الرعد القاصف ثم طلع يوم الجمعة في طريق الحرة