له وقد قال الله تعالى [ قل اللهم مالك الملك ] الآية وأضاف إليه ستة آلف من التركمان جعل أسد الدين مقدما على هذه العساكر كلها فساربهم من حلب إلى دمشق ونور الدين معهم فجهزه من دمشق إلى الديار المصرية وأقام نور الدين بدمشق ولما وصلت الجيوش النورية إلى الديار المصرية وجدوا الفرنج قد انشمروا عن القاهرة راجعين إلى بلادهم بالصفقة الخاسرة وكان وصوله إليها في سابع ربيع الآخر فدخل الأمير أسد الدين على العاضد في ذلك اليوم فخلع عليه خلعة سنية فلبسها وعاد إلى مخيمه بظاهر البلد وفرح المسلمون بقدومه واجريت عليهم الجرايات وحملت إليهم التحف والكرامات وخرج وجوه الناس إلى المخيم خدمة لأسد الدين وكان فيمن جاء إليه المخيم الخليفة العاضد متنكرا فأسر إليه أمورا مهمة منها قتل الوزير شاور وقرر ذلك معه واعظم أمر الأمير أسد الدين ولكن شرع يماطل بما كان إلتزمه للملك نور الدين وهو مع ذلك يتردد إلى أسد الدين ويركب معه وعزم على عمل ضيافة له فنهاه أصحابه عن الحضور خوفا عليه من غائلته وشاوروه في قتل شاور فلم يمكنهم الأمير أسد الدين من ذلك فلما كان في بعض الأيام جاء شاور إلى منزل أسد الدين فوجده قد ذهب لزيارة قبر الشافعي وإذا ابن أخيه يوسف هنالك فأمر صلاح الدين يوسف بالقبض على الوزير شاور ولم يمكنه قتله إلا بعد مشاورة عمه أسد الدين وأنهزم أصحابه فأعلموا العاضد لعله يبعث ينقذه فأرسل العاضد إلى الأمير أسد الدين يطلب منه رأسه فقتل شاور وأرسلوا برأسه إلى العاضد في سابع عشر ربيع الآخر ففرح المسلمون بذلك وامر أسد الدين بنهب دار شاور فنهبت ودخل أسد الدين على العاضد فاستوزره وخلع عليه خلعة عظيمة ولقبه الملك المنصور فسكن دار شاور وعظم شأنه هنالك ولما بلغ نور الدين خبر فتح مصر فرح بذلك وقصدته الشعراء بالتهنئة غير انه لم ينشرح لكون أسد الدين صار وزيرا للعاضد وكذلك لما انتهت الوزارة إلى ابن أخيه صلاح الدين فشرع نور الدين في إعمال الحلية في إزالة ذلك فلم يتمكن ولا قدر عليه ولا سيما أنه بلغه أن صلاح الدين استحوذ على خزائن العاضد كما سيأتي بيانه إن شاء الله والله أعلم وأرسل أسد الدين إلى القصر يطلب كاتبا فأرسلوا إليه القاضي الفاضل رجاء أن يقبل منه إذا قال وأفاض فيما كانوا يؤملون وبعث أسد الدين العمال في الأعمال واقطع الإقطاعات وولي الولايات وفرح بنفسه أياما معدودات فأدركه حمامه في يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة وكانت ولايته شهرين وخمسة أيام فلما توفي أسد الدين C أشار الأمراء الشاميون على العاضد بتولية صلاح الدين يوسف الوزارة بعد عمه فولاه العاضد الوزارة وخلع عليه خلعة سنية ولقبه الملك الناصر