وقوله ... أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما ... دياناتكم مكرا من القدما ... .
وقوله صرف الزمان مفرق الألفين .
... فاحكم إلهي بين ذاك وبيني ... نهيت عن قتل النفوس تعمدا ... وبعثت تقبضها مع الملكين ... وزعمت أن لها معادا ثانيا ... ما كان أغناها عن الحالين ... وقوله ... ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة ... وحق لسكان البسيطة أن يبكوا ... تحطمنا الأيام حتى كأننا ... زجاج ولكن لا يعود له سبك ... وقوله ... أمور تستخف بها حلوم ... وما يدري الفتى لمن الثبور ... كتاب محمد وكتاب موسى ... وإنجيل ابن مريم والزبور ... وقوله ... قالت معاشر لم يبعث إلهكم ... إلى البرية عيساها ولا موسى ... وإنما جعلوا الرحمن مأكلة ... وصيروا دينهم في الناس ناموسا ... وذكر ابن الجوزي وغيره اشياء كثيرة من شعره تدل على كفره بل كل واحدة من هذه الأشياء تدل على كفره وزندقته وانحلاله ويقال إنه أوصى أن يكتب على قبره ... هذا جناه أبي علي ... وما جنيت على أحد ... .
معناه أن أباه بتزوجه لأمه أوقعه في هذه الدار حتى صار بسبب ذلك إلى ما إليه صار وهو لم يجن على أحد بهذه الجناية وهذا كله كفر وإلحاد قبحه الله وقد زعم بعضهم أنه أقلع عن هذا كله وتاب منه وأنه قال قصيدة يعتذر فيها من ذلك كله ويتنصل منه وهي القصيدة التي يقول فيها .
... يا من يرى مد البعوض جناحها ... في ظلمة الليل البهيم الأليل ... ويرى مناط عروقها في نحرها ... والمخ في تلك العظام النحل ... امنن علي بتوبة تمحو بها ... ما كان مني في الزمان الأول ... توفي في ربيع الأول من هذه السنة بمعرة النعمان عن ست وثمانين سنة إلا أربعة عشر يوما وقد رثاه جماعة من أصحابه وتلامذته وأنشدت عند قبره ثمانون مرثاة حتى قال بعضهم في مرثاه له ... إن كنت لم ترق الدماء زهادة ... فلقد أرقت اليوم من جفني دما ... قال ابن الجوزي وهؤلاء الذين رثوه والذين اعتقدوه إما جهال بأمره وإما ضلال على مذهبه وطريقه وقد رأى بعضهم في النوم رجلا ضريرا على عاتقه حيتان مدليتان على صدره رافعتان رؤسهما إليه وهما ينهشان من لحمه وهو يستغيث وقائل يقول هذا المعري الملحد وقد ذكره ابن خلكان فرفع في نسبه على عادته في الشعراء كما ذكرنا وقد ذكر له من المصنفات كتبا كثيرة وذكر أن بعضهم وقف على المجلد الأول بعد المائة من كتابه المسمى بالأيك والغصون