لا يصح وقد كان ذكيا ولم يكن زكيا وله مصنفات كثيرة أكثرها في الشعر وفي بعض أشعاره ما يدل على زندقته وانحلاله من الدين ومن الناس من يعتذر عنه ويقول إنه إنما كان يقول ذلك مجونا ولعبا ويقول بلسانه ما ليس في قلبه وقد كان باطنه مسلما قال ابن عقيل لما بلغه وما الذي ألجأه أن يقول في دار الإسلام ما يكفره به الناس قال والمنافقون مع قلة عقلهم وعملهم أجود سياسة منه لأنهم حافظوا على قبائحهم في الدنيا وستروها وهذا أظهر الكفر الذي تسلط عليه به الناس وزندقوه والله يعلم أن ظاهره كباطنه قال ابن الجوزي وقد رأيت لأبي العلاء المعري كتابا سماه الفصول والغايات في معارضة السور والايات على حروف المعجم في آخر كلماته وهو في غاية الركاكة والبرودة فسبحان من أعمى بصره وبصيرته قال وقد نظرت في كتابه المسمى لزوم ما لا يلزم ثم أورد ابن الجوزي من أشعاره الدالة على استهتاره بدين الإسلام أشياء كثيرة فمن ذلك قوله ... إذا كان لا يحظى برزقك عاقل ... وترزق مجنونا وترزق أحمقا ... فلا ذنب يا رب السماء على امرئ ... رأى منك مالا يشتهى فتزندقا ... وقوله ... ألا إن البرية في ضلال ... وقد نظر اللبيب لما اعتراها ... تقدم صاحب التوراة موسى ... وأوقع في الخسار من افتراها ... فقال رجاله وحى أتاه ... وقال الناظرون بل افتراها ... وما حجى إلى أحجار بيت ... كروس الحمر تشرف في ذراها ... إذا رجع الحليم إلى حجاه ... تهاون بالمذاهب وازدراها ... وقوله ... عفت الحنيفة والنصارى اهتدت ... ويهود جارت والمجوس مضلله ... اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا ... دين وآخر ذو دين ولا عقل له ... وقوله ... فلا تحسب فقال الرسل حقا ... ولكن قول زور سطروه ... فكان الناس في عيش رغيد ... فجاؤا بالمحال فكدروه ... وقلت أنا معارضة عليه ... فلا تحسب مقال الرسل زورا ... ولكن قول حق بلغوه ... وكان الناس في جهل عظيم ... فجاؤا بالبيان فأوضحوه ... وقوله ... إن الشرائع ألقت بيننا إحنا ... وأورثتنا ... أفانين العداوات ... وهل أبيح نساء الروم عن عرض ... للعرب إلا بإحكام النبوات ... و قوله ... وما حمدي لآدم أو بنيه ... واشهد أن كلهم خسيس