خمسين ألف دينار وفيها كان غلاء عظيم بإفريقية بحيث تعطلت المخابز والحمامات وذهب خلق كثير من الفناء وهلك آخرون من شدة الغلاء فنسأل الله حسن العافية والخاتمة آمين وفيها أصاب الحجيج في الطريق عطش شديد بحيث هلك كثير منهم وكانت الخطبة للمصريين وممن توفي فيها من الأعيان .
محمد بن أحمد بن موسى بن جعفر .
أبو نصر البخاري المعروف بالملاحمي أحد الحفاظ قدم بغداد وحدث بها عن محمود بن إسحاق عن البخاري وروى عن الهيثم بن كليب وغيره وحدث عنه الدارقطني وكان من أعيان أصحاب الحديث توفي ببخارى في شعبان منها وقد جاوز الثمانين .
محمد بن أبي إسماعيل .
علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم أبي الحسن العلوي ولد بهمذان ونشأ ببغداد وكتب الحديث عن جعفر الخلدي وغيره وسمع بنيسابور من الأصم وغيره ودرس فقه الشافعي على علي بن أبي هريرة ثم دخل الشام فصحب الصوفية حتى صار من كبارهم وحج مرات على الوحدة توفي في محرم هذه السنة .
أبو الحسين أحمد بن فارس .
ابن زكريا بن محمد بن حبيب اللغوي الرازي صاحب المجمل في اللغة وكان مقيما بهمذان وله رسائل حسان أخذ عنه البديع صاحب المقامات ومن رائق شعره قوله ... مرت بنا هيفاء مجدولة ... تركية تنمى لتركي ... ترنو بطرف فاتر فاتن ... أضعف من حجة نحوي ... وله أيضا ... إذا كنت في حاجة مرسلا ... وأنت بها كلف مغرم ... فأرسل حكيما ولا توصه ... وذاك الحكيم هو الدرهم ... قال ابن خلكان توفي سنة تسعين وثلثمائة وقيل سنة خمس وتسعين والاول أشهر .
ثم دخلت سنة ست وتسعين وثلثمائة .
قال ابن الجوزي في ليلة الجمعة مستهل شعبان طلع نجم يشبه الزهرة في كبره وكثرة ضوئه عن يسار القبلة يتموج وله شعاع على الأرض كشعاع القمر وثبت إلى النصف من ذي القعدة ثم غاب وفيها ولي محمد بن الأكفاني قضاء جميع بغداد وفيها جلس القادر بالله للأمير قرواش بن أبي حسان وأقره في إمارة الكوفة ولقبه معتمد الدولة وفيها قلد الشريف الرضى نقابة الطالبيين ولقب بالرضي ذي الحسنيين ولقب أخوه المرتضي ذا المجدين وفيها غزا يمين الدولة محمود بن سبكتكين بلاد الهند فافتتح مدنا كبارا وأخذ أموالا جزيلة وأسر بعض ملوكهم وهو ملك كراشي حين هرب منه لما افتتحها وكسر أصنامها فألبسه منطقته وشدها على وسطه بعد تمنع شديد