أيها الآمل الذي ... تاه في لجة الغرر ... أين من كان قبلنا ... درس العين والأثر ... سير المعاد من ... عمره كله خطر ... رب إني ادخرت عن ... دك أرجوك مدخر ... رب إني مؤمن بما ... بين الوحي في السور ... واعترافي بترك نف ... عى وإيثاري لضرر ... رب فاغفر لي الخطي ... ئة ياخير من غفر ... وقد كانت وفاته بعلة الاستسقاء في ليلة السادس عشر من ربيع الأول منها وكان قد أرسل إلى بجكم وهو بواسط أن يعهد إلى ولده الأصغر أبي الفضل فلم يتفق له ذلك وبايع الناس أخاه المتقي لله إبراهيم بن المقتدر وكان أمر الله قدرا مقدورا لما مات أخوه الراضي اجتمع القضاة والأعيان بدار بجكم وتترروا فيمن يولون عليهم فاتفق رأيهم كلهم على المتقي فأحضروه في دار الخلافة وأرادوا بيعته فصلى ركعتين صلاة الإستخارة وهو على الأرض ثم صعد إلى الكرسي بعد الصلاة ثم صعد إلى السرير وبايعه الناس يوم الأربعاء لعشر بقين من ربيع الأول منها فلم يغير على أحد شيئا ولا غدر بأحد حتى ولا على سريته لم يغيرها ولم يتسر عليها وكان كاسمه المتقي بالله كثير الصيام والصلاة والتعبد وقال لا أريد جليسا ولا مسامرا حسبي المصحف نديما لا أريد نديما غيره فانقطع عنه الجلساء والسمار والشعراء والوزراء والتفوا على الأمير بجكم وكان يجالسهم ويحادثونه ويتناشدون عنده الأشعار وكان بجكم لا يفهم كثير شيء مما يقولون لعجمته وكان في جملتهم سنان بن ثابت الصابي المتطبب وكان بجكم يشكو إليه قوة النفس الغضبية فيه وكان سنان يهذب من أخلاقه ويسكن جأشه ويروض نفسه حتى يسكن عن بعض ما كان يتعاطاه من سفك الدماء وكان المتقي بالله حسن الوجه معتدل الخلق قصير الأنف أبيض مشربا حمرة وفي شعره شقرة وجعودة كث اللحية أشهل العينين أبي النفس لم يشرب خمرا ولا نبيذا قط فالتقى فيه الاسم والفعل ولله الحمد ولما استقر المتقي في الخلاقة أنفذ الرسل والخلع إلى بجكم وهو بواسط ونفذت المكاتبات إلى الآفاق بولايته وفيها تحارب أبو عبدالله البريدي وبجكم بناحية الأهواز فقتل بجكم في الحرب واستظهر البريدي عليه وقوي أمره فاحتاط الخليفة على حواصل بجكم وكان في جملة ما أخذ من أمواله ألف ألف دينار ومائة ألف دينار وكانت أيام بجكم على بغداد سنتين وثمانية أشهر وتسعة أيام ثم إن