وأما القطر فقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة وغير واحد هو النحاس قال قتادة وكانت باليمن أنبعها الله له قال السدي ثلاثة أيام فقط أخذ منها جميع ما يحتاج إليه للبنايات وغيرها وقوله ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير أي وسخر الله له من الجن عمالا يعملون له ما يشاء لا يفترون ولا يخرجون عن طاعته ومن خرج منهم عن الأمر عذبه ونكل به يعملون له ما يشاء من محاريب وهي الأماكن الحسنة وصدور المجالس وتماثيل وهي الصور في الجدران وكان هذا سائغا في شريعتهم وملتهم وجفان كالجواب قال ابن عباس الجفنة كالجوبة من الأرض وعنه كالحياض وكذا قال مجاهد والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم وعلى هذه الرواية يكون الجواب جمع جابية وهي الحوض الذي يجبي فيه الماء كما قال الأعشى ... تروح على آل المحلق جفنة ... كجابية الشيخ العراقي يفهق ... .
وأما القدور الراسيات فقال عكرمة أثافيها منها يعني أنهن ثوابت لا يزلن عن أماكنهن وهكذا قال مجاهد وغير واحد ولما كان هذا بصدد اطعام الطعام والاحسان إلى الخلق من انسان وجان قال تعالى .
اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور وقال تعالى والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد يعني أن منهم من قد سخره في البناء ومنهم من يأمره بالغوص في الماء لاستخراج ما هنالك من الجواهر والآلي وغير ذلك مما لا يوجد الا هنالك وقوله وآخرين مقرنين في الأصفاد أي قد عصوا فقيدوا مقرنين اثنين اثنين في الأصفاد وهي القيود هذا كله من جملة ما هيأه الله وسخر له من الأشياء التي هي من تمام الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده ولم يكن أيضا لمن كان قبله .
وقد قال البخاري ثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي A قال إن عفريتا من الجن تفلت على البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تنظروا اليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرددته خاسئا وكذا رواه مسلم والنسائي من حديث شعبة وقال مسلم حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبدالله بن وهب عن معاوية بن صالح حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي ادريس الخولاني عن أبي الدرداء قال قام رسول الله A فصلى فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله ابليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدنية وكذا رواه النسائي عن محمد بن سلمة به وقال أحمد حدثنا أبو أحمد حدثنا مرة بن معبد ثنا أبو عبيد