قد اتبعه على أمره مائة ألف وأن ناقته مأمورة حيث ما توجهت به نصر على أهل تلك الجهة فراج ذلك عندهم ولقبوه الشيخ واتبعه طائفة من بني الأصبغ وسموا بالفاطميين وقد بعث إليهم الخليفة جيشا كثيفا فهزموه ثم اجتازوا بالرصافة فأحرقوا جامعها ولم يجتازوا بقرية إلا نهبوها ولم يزل ذلك دأبهم حى وصلوا إلى دمشق فقاتلهم نائبها فهزموه مرات وقتلوا من اهلا خلقا كثيرا وانتهبوا من أموالها شيئا كثيرا فإنا لله وإنا إليه راجعون وفي هذه الحالة الشديدة اتفق موت .
الخليفة المعتضد .
بالله في ربيع الأول منها الخليفة المعتضد هو أحمد بن الأمير أبي أحمد الموفق الملقب بناصر دين الله واسم أبي أحمد محمد وقيل طلحة بن جعفر المتوكل على الله بن المعتضم بن هارون الرشيد أبو العباس المعتضد بالله ولد في سنة ثنتين وقيل ثلاث وأربيعن ومائتين وأمه أم ولد وكان أسمر نحيف الجسم معتدل القامة قدو خطه الشيب في مقدم لحيته طول وفي رأسه شامة بيضاء بويع له بالخلافة صبيحة يوم الإثنين إحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين واستوزر عبدالله بن وهب بن سليمان وولى القضاء إسماعيل بن إسحاق ويوسف بن يعقوب وابن أبي الشوارب وكان أمر الخلافة قد ضعف في أيام عمه المعتمد فلما ولى المعتضد أقام شعارها ورفع منارها وكان شجاعا فاضلا من رجالات قريش حزما وجرأة وإقداما وحزمة وكذلك كان أبوه وقد أورد ابن الجوزي بإسناده أن المعتضد اجتاز في بعض أسفاره بقرية فيها مقثاة فوقف صاحبها صائحا مستصرخا بالخليفة فاستدعى به فسأله عن أمره فقال إن بعض الجيش أخذوا لي شيئا من القثاء وهم من غلمانك فقال أتعرفهم فقال نعم فعرضهم عليه فعرف منهم ثلاثة فأمر الخليفة بتقييدهم وحبسهم فلما كان الصباح نظر الناس ثلاثة أنفس مصلوبين على جادة الطريق فاستعظم الناس ذلك واستنكروا وعابوا ذلك على الخليفة وقالوا قتل ثلاثة بسبب قثاء أخذوه فلما كان بعد قليل أمر الخواص وهو مسامره أن ينكر عليه ذلك ويتلطف في مخاطبته في ذلك وألأمراء حضور فدخل عليه ليلة وقد عزم على ذلك ففهم الخليفة ما في نفسه من كلام يريد أن يبديه فقال له إني أعرف أن في نفسك كلاما فما هو فقال يا أمير المؤمنين وأنا آمن قال نعم قلت له فإن الناس ينكرون عليك تسرعك في سفك الدماء فقال والله ما سفكت دما حراما منذ وليت الخلافة إلا بحقه فقلت له فعلام قتلت أحمد بن الطيب وقد كان خادمك ولم يظهر له خيانة فقال ويحك إنه دعاني إلى الالحاد والكفر بالله فيما بيني وبينه فلما دعاني إلى ذلك قلت له يا هذا أنا ابن عم صاحب الشريعة وأنا منتصب في منصبه فأكفر حتى أكون من غير قبيلته فقتلته على الكفر والزندقة فقلت له فما بال الثلاثة الذين