فخاف أهلها منهم خوفا شديدا وهموا بالرحيل منها فمنعهم نائبها وفيها توفي من الأعيان .
بشر بن موسى بن صالح أبو علي الأسدي .
بشر بن موسى بن صالح أبو علي الأسدي ولد سنة تسعين ومائة وسمع من روح بن عبادة حديثا واحدا وسمع الكثير من هودة بن خليفة والحسن بن موسى الأشيب وأبي نعيم وعلي بن الجعد والأصمعي وغيرهم وعنه ابن المنادى وابن مخلد وابن صاعد والنجاد وأبو عمرو والزاهد والخلدي والسلمي وأبو بكر الشافعي وابن الصواف وغيرهم وكان ثقة أمينا حافظا وكان من البيوتات وكان الإمام أحمد يكرمه ومن شعره ... ضعفت ومن جاز الثمانين يضعف ... وينكر منه كل ما كان يعرف ... ويمشي رويدا كالأسير مقيدا ... يداني خطاه في الحديد ويرسف ... ثابت بن قرة بن هارون ويقال ابن زهرن بن ثابت بن كدام بن إبراهيم الصابئي الفيلسوف الحراني صاحب التصانيف من جملتها أنه حرر كتاب إقليدس الذي عربه حنين بن إسحاق العبادي وكان أصله صوفيا فترك ذلك واشتغل بعلم الأوائل فنال من رتبة سامية عند أهله ثم صار إلى بغداد فعظم شأنه بها وكان يدخل مع المنجمين على الخليفة وهو باق على دين الصابئة وحفيده ثابت بن سنان له تاريخ أجاد فيه وأحسن وكان بليغا ماهرا حاذقا بالغا وعمه إبراهيم بن ثابت بن قرة كان طبيبا عارفا أيضا وقد سردهم كلهم في هذه الترجمة القاضي ابن خلكان الحسن بن عمرو بن الجهم أبو الحسن الشيعي من شيعة المنصور لا من الروافض حدث عن علي بن المديني وحكى عن بشر الحافي وعنه أبو عمرو بن السماك عبيدالله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد كان حظيا عنده وقد عز عليه موته وتألم لفقده وأهمه من يجعله في مكانه بعده فعقد لولده القاسم بن عبيد الله على الوزارة من بعد أبيه جبرا لمصابه به وأبو القاسم عثمان بن سعيد بن بشار المعروف بالأنماطي أحد كبار الشافعية وقد ذكرناه في طبقاتهم وهارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى أبو موسى الهاشمي إمام الناس في الحج عدة سنين متوالية وقد سمع وحدث وتوفي بمصر في رمضان من هذه السنة .
ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين .
فيها عاثت القرامطة بسواد كوفة فظفر بعض العمال بطائفة منهم فبعث برئيسهم إلى المعتضد وهو أبو الفوارس فنال من العباس بين يدي الخليفة فأمر به فقلعت أضراسه وخلعت يداه ثم قطعتا مع رجليه ثم قتل وصلب ببغداد وفيها قصدت القرامطة دمشق في جحفل عظيم فقاتلهم نائبها طغج بن جف من جهة هارون بن خمارويه فهزموه مرات متعددة وتفاقم الحال بهم وكان ذلك بسفارة يحيى بن زكرويه بن بهرويه الذي ادعى عند القرامطة أنه محمد بن عبدالله بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقد كذب في ذلك وزعم لهم أنه