حنانيك إن الجن كانت رجاءهم ... وأنت إلهي ربنا ورجائيا ... رضيت بك اللهم ربا فلن أرى ... أدين إلها غيرك الله ثانيا ... وأنت الذي من فضل من ورخمة ... بعثت إلى موسى رسولا مناديا ... فقلت له إذهب وهرون فادعو ... إلى الله فرعون الذي كان طاغيا ... وقولا له آأنت سويت هذه ... بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا ... وقولا له آأنت رفعت هذه ... بلا عمد ارفق إذا بك بانيا ... وقولا له آأنت سويت وسطها ... منيرا إذا ماجنه الليل هاديا ... وقولا له من يرسل الشمس غدوة ... فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا ... وقولا له من ينبت الحب في الثرى ... فيصبح منه البقل يهتز رابيا ... ويخرج منه حبه في رؤسه ... وفي ذاك آيات لمن كان واعيا ... وأنت بفضل منك نجيت يونسا ... وقد بات في أضعاف حوت لياليا ... وإني لو سبحت باسمك ربنا ... لا كثر إلا ما غفرت خطائيا ... فرب العباد ألق سيبا ورحمة ... علي وبارك في بني وماليا ... .
فإذا علم هذا فالكواكب التي في السماء من الثوابت والسيارات الجميع مخلوقة خلقها الله تعالى كما قال وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم .
وأما ما يذكره كثير من المفسرين في قصة هاروت ومروت من أن الزهرة كانت امرأة فراوداها على نفسها فأبت إلا أن يعلماها الاسم الأعظم فعلماها فقالته فرفعت كوكبا إلى السماء فهذا أظنه من وضع الإسرائيليين وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار وتلقاه عنه طائفة من السلف فذكروه على سبيل الحكاية والتحديث عن بني إسرائيل وقد روى الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه في ذلك حديثا رواه أحمد عن يحيى ابن بكير عن زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع عن ابن عمر عن النبي A وذكر القصة بطولها وفيه فمثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها وذكر القصة وقد رواه عبدالرزاق في تفسيره عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن كعب