وقال الاصمعي مررت به وهو جالس عند رأس شيخ سكران يذب عنه فقلت له مالي أراك عند رأس هذا الشيخ فقال إنه مجنون فقلت أنت مجنون أو هو قال لا بل هو لأني صليت الظهر والعصر في جماعة وهو لم يصل جماعة ولا فرادى وهو مع هذا قد شرب الخمر وأنا لم أشربها قلت فهل قلت في هذا شيئا قال نعم ثم أنشأ يقول ... تركت النبيذ لأهل النبيذ ... وأصبحت أشرب ماء قراحا ... لأن النبيذ يذل العزيز ... ويكسو السواد الوجود الصباحا ... فان كان ذا جائزا للشباب ... فما العذر منه إذا الشيب لاحا ... .
قال الأصمعي فقلت له صدقت أنت العاقل وهو المجنون .
وعبيدة بن حميد بن صهيب أو عبد الرحمن التميمي الكوفي مؤدب الأمين روى عن الأعمش وغيره وعنه أحمد بن حنبل وكان يثنى عليه وفيها توفي .
يحي بن خالد بن برمك .
أبو على الوزير والد جعفر البرمكي ضم إليه المهدي ولده الرشيد فرباه وأرضعنه امرأته مع الفضل بن يحي فلما ولى الرشيد عرف له حقه وكان يقول قال أبي قال أبي وفوض إليه أمور الخلافة وأزمتها ولم يزل كذلك حتى نكبت البرامكة فقتل جعفر وخلد أباه يحي في الحبس حتى مات في هذه السنة وكان كريما فصيحا ذا رأى سديد يظهر من أموره خير وصلاح قال يوما لولده خذوا من كل شئ طرفا فإن من جهل شيئا عاداه وقال لأولاده اكتبوا أحسن ما تسمعون واحفظوا أحسن ما تكتبون وتحدثوا بأحسن ما تحفظون وكان يقول لهم إذا أقبلت الدنيا فأنفقوا منها فانها لا تبقى وإذا أدبرت فأنفقوا منها فإنها لا تبقى وكان إذا سأله في الطريق وهو راكب أقل ما يأمر له بمائتي درهم فقال رجل يوما ... يا سمى الحصور يحي ... أتيحت لك من فضل ربنا جنتان ... كل من مر في الطريق عليكم ... فله من نوالكم مائتان ... مائتا درهم لمثلى قليل ... هي للفارس العجلان ... .
فقال صدقت وأمر فسبق به إلى الدار فلما رجع سأل عنه فاذا هو قد تزوج وهو يريد أن يدخل على أهله فأعطاه صداقها أربعة آلاف وعن دار أربعة آلاف وعن الأمتعة أربعة آلاف وكلفه الدخول أربعة آلاف وأربعة آلاف يستظهر بها وجاء رجل يوما فسأله شيئا فقال ويحك لعد جئتنى في وقت لا أملك فيه مالا وقد بعث إلى صاحب لي يطلب منى أن يهدى إلى ما أحب لقد جئتنى في وقت لا أملك فيه مالا وقد بعث إلى صاحب لى يطلب منى أن يهدى إلى ما أحب وقد بلغني أنك تريد ان تبيع جارية لك وأنك قد أعطيت فيها ثلاثة آلاف دينار وإني سأطلبها