كتاب السير فلم يجبه إلى الاعارة فكتب إليه ... قل للذي لم تر عيناى مثله ... حتى كان من رآه قد رأى من قبله ... العلم ينهى أهله أن يمنعوه أهله ... لعله ببذله لأهله لعله ... .
قال فوجه به إليه في الحال هدية لا عارية وقال إبراهيم الحربي قيل لأحمد بن حنبل هذه المسائل الدقاق من اين هي لك من كتب محمد بن الحسن C وقد تقدم أنه مات هو والكسائي في يوم واحد من هذه السنة فقال الرشيد دفنت اليوم اللغة والفقه جميعا وكان عمره ثمانية وخمسين سنة .
ثم دخلت سنة تسعين ومائة من الهجرة .
فيها خلع رافع بن ليث بن نصر بن سيار نائب سمرقند الطاعة ودعا إلى نفسه وتابعه أهل بلده وطائفة كثيرة من تلك الناحية واستفحل أمره فسار إليه نائب خراسان على بن عيسى فهزمه رافع وتفاقم الأمر به وفيها سار الرشيد لغزو بلاد الروم لعشر بقين من رجب وقد لبس على رأسه قلنسوة فقال فيها أبو المعلا الكلابي ... فمن يطلب لقاءك أو يرده ... فبالحرمين أو أقصى الثغور ... ففي أرض العدو على طمر ... وفي أرض الترفه فوق كور ... وما حاز الثغور سواك خلق ... ومن المتخلفين على الأمور ... .
فسار حتى وصل إلى الطوانة فعسكر بها وبعث إليه نقفور إليه بالطاعة وحمل الخراج والجية حتة عن رأس ولده ورأسه وأهل مملكته في كل سنة خمسة عشر ألف دينار وبعث يطلب من الرشيد جارية قد أسروها وكانت ابنة ملك هرقلة وكان قد خطبها على ولده فبعث بها الرشيد مع هدايا وتحف وطيب بعث يطلبه من الرشيد واشترط عليه الرشيد أن يحمل في كل سنة ثلثمائة ألف دينار وأن لا يعمر هرقلة ثم انصرف الرشيد راجعا واستناب على الغزو عقبة بن جعفر ونقض أهل قبرص العهد فغزاهم معيوف بن يحي فسبى أهلها وقتل منهم خلقا كثيرا وخرج رجل من عبد القيس فبعث إليه الرشيد من قتله وحج بالناس فيها عيسى بن موسى الهادي .
من توفي فيها من الأعيان والمشاهير .
أسد بن عمرو بن عامر أبو المنذر البجلي الكوفي صاحب أبي حنيفه حكم ببغداد وبواسط فلما انكف بصره عزل نفسه عن القضاء قال أحمد بن حنبل كان صدوقا ووثقه ابن معين وتكلم فيه على بن المدينى والبخاري وسعدون المجنون صام ستين سنة فخف دماغه فسماه الناس مجنونا وقف يوما على حلقة ذي النون المصري فسمع كلامه فصرخ ثم أنشأ يقول ... ولا خير في شكوى إلى غير مشتكى ... ولا بد من شكوى إذا لم يكن صبر