من الكوفة ثم استوطن بغداد فأدب الرشيد وولده الأمين وقد قرأ على حمزة بن حبيب الزيات قراءته وكان يقرئ بها ثم اختار لنفسه قراءة وكان يقرأ بها وقد روى عن أبي بكر بن عياش وسفيان بن عيينة وغيرهما وعنه يحي بن زياد الفراء وأبو عبيد قال الشافعي من أراد النحو فهو عيال على الكسائي أخذ الكسائي عن الخليل صناعة النحو فسأله يوما عن من أخذت هذا العلم قال من بوادي الحجاز فرحل الكسائي إلى هناك فكتب عن العرب شيئا كثيرا ثم عاد إلى الخليل فإذا هو قد مات وتصدر في موضعه يونس فجرت بينهما مناظرات أقر له فيها يونس بالفضل وأجلسه في موضعه .
قال الكسائي صليت يوما بالرشيد فأعجبتنى قراءتي فغلطت غلطة ما غلطها صبي أردت أن أقول لعلهم يرجعون فقلت لعلهم ترجعين فما تجاسر الرشيد أن يردها فلما سلمت قال أى لغة هذه فقلت إن الجواد قد يعثر فقال أما هذا فنعم وقال بعضهم لقيت الكسائي فإذا هو مهموم فقلت مالك فقال إن يحي بن خالد قد وجه إلى ليسألنى عن أشياء فأخشى من الخطأ فقلت قل ما شئت فأنت الكسائي فقال قطعه الله يعنى لسانه إن قلت ما لم أعلم وقال الكسائي يوما قلت لنجار بكم هذان البابان فقال بسالجيان يا مصفعان .
توفي الكسائي في هذه السنة على المشهور عن سبعين سنة وكان في صحبة الرشيد ببلاد الري فمات بنواحيها هو ومحمد بن الحسن في يوم واحد وكان الرشيد يقول دفنت الفقة والعربية بالري قال ابن خلكان هو ومحمد بن الحسن في يوم واحد وكان الرشيد يقول دفنت الفقة والعربية بالري قال ابن خلكان وقيل إن الكسائي توفي بطوس سنة ثنتين وثمانين ومائة وقد رأى بعضهم الكسائي في المنام ووجهه كالبدر فقال ما فعل بك ربك فقال غفر لي بالقرآن فقلت ما فعل حمزة قال ذاك في عليين ما نراه إلا كما نرى الكوكب وفيها توفي .
محمد بن الحسن بن زفر .
أبو عبد الله الشيباني مولاهم صاحب أبي حنيفة أصله من قرية من قرى دمشق قدم أبوه العراق فولد بواسط سنة ثنتين ومائة ونشأ بالكوفة نسمع من أبي حنيفة ومسعر والثوري وعمر بن ذر ومالك بن مغول وكتب عن مالك بن أنس والأوزاعي وابي يوسف وسكن بغداد ثم عزله وكان يقول لأهله لا تسألوني حاجة من حاجات الدنيا فتشغلوا قلبي وخذوا ما شئتم من مالي فإنه أقل لهمى وأفرغ لقلبي وقال الشافعي ما رأيت حبرا سمينا مثله ولا رأيت أخف روحا منه ولا أفصح منه كنت إذا سمعته يقرأ القرآن كأنما ينزل القرآن بلغته وقال أيضا ما رأيت أعقل منه كان يملأ العين والقلب قال الطحاوي كان الشافعي قد طلب من محمد بن الحسن