درهم وكانت له طرف وحكايات غريبة وكان مولده سنة خمس عشرة ومائة في الكوفة ونشأ في كفالة بنى تميم فتعلم منهم ونسب إليهم وكان فاضلا بارعا في صناعة الغناء وكان مزوجا بأخت المنصور الملقب بزلزل الذي كان يضرب معه فاذا غنى هذا وضرب هذا اهتز المجلس توفي في هذه السنة على الصحيح وحكى ابن خلكان في الوفيات أنه توفي وأبو العتاهية وأبو عمرو الشيباني ببغداد في يوم واحد من سنة ثلاث عشرة ومائتين وصحح الأول ومن قوله في شعره عند احتضاره قوله ... مل والله طبيبي ... من مقاساة الذي بي ... سوف أنعى عن قريب ... لعدو وحبيب ... .
وفيها مات جرير بن عبد الحميد ورشد بن سعد وعبدة بن سليمان وعقبة بن خالد وعمر ابن أيوب العابد أحد مشايخ أحمد بن حنبل وعيسى بن يونس في قول .
ثم دخلت سنة تسع وثمانين ومائة .
فيها رجع الرشيد من الحج وسار إلى الري فولى وعزل وفيها رد على بن عيسى إلى ولاية خراسان وجاءه نواب تلك البلاد بالهدايا والتحف من سائر الأشكال والألوان ثم عاد إلى بغداد فأدركه عيد الأضحى بقصر اللصوص فضحى عنده ودخل إلى بغداد لثلاث بقين من ذي الحجة فلما اجتاز بالجسر أمر بجثة جعفر بن يحي البرمكي فأحرقت ودفنت وكانت مصلوبة من حين قتل إلى هذا اليوم ثم ارتحل الرشيد من بغداد إلى الرقة ليسكنها وهو متأسف على بغداد وطيبها وإنما مراده بمقامه بالرقة ردع المفسدين بها وقد قال العباس بن الأحنف في خروجهم من بغداد مع الرشيد ... ما أنخنا حتى ارتحلنا فما ن ... فرق بين المناخ والارتحال ... ساءلونا عن حالنا إذ قدمنا ... فقرنا وداعهم بالسؤال ... .
وفيها فادى الرشيد الأسارى من المسلمين الذين كانوا ببلاد الروم حتى يقال إنه لم يترك بها أسيرا من المسلمين فقال فيه بعض الشعراء ... وفكت بك الأسرى التي شيدت لها ... محابس ما فيها حميم يزورها ... على حين أعيا المسلمين فكاكها ... وقالوا سجون المشركين قبورها ... .
وفيها رابط القاسم بن الرشيد بمرج دابق يحاصر الروم وفيها حج بالناس العباس بن موسى ابن محمد بن على بن عبد الله بن عباس .
ذكر من توفي فيها من الأعيان .
على بن حمزة بع عبد الله بن فيروز أبو الحسن الأسدى مولاهم الكوفي المعروف بالكسائي لاحرامه في كساء وقيل لاشتغاله على حمزة الزيات في كساء كان نحويا لغويا أحد أئمة القراء أصله