أسدوه إليك فقال أنا المنذر بن المغيرة من أهل دمشق كنت بدمشق في نعمة عظيمة واسعة فزالت عنى حتي أفضى بي الحال إلى أن بعت داري ثم لم يبق لى شئ فأشار بعض أصحابي على بقصد البرامكة ببغداد فأتيت أهلى وتحملت بعيالي فأتيت بغداد ومعي نيف وعشرون امرأة فأنزلتهن في مسجد مهجور ثم قصدت مسجدا مأهولا أصلى فيه فدخلت مسجدا فيه جماعة لم أر أحسن وجوها منهم فجلست إليهم فجعلت أدبر في نفسي كلاما أطلب به منهم قوتا للعيال الذين معى فيمنعنى من ذلك السؤال الحياء فبينا أنا كذلك إذا بخادم قد أقبل فدعاهم فقاموا كلهم وقمت معهم فدخلوا دارا عظيمة فإذا الوزير يحي بن خالد جالس فيها فجلسوا حوله فعقد عقد ابنته عائشة على ابن عم له ونثروا فلق المسك وبنادق العنبر ثم جاء الخدم إلى كل واحد من الجماعة بصينية من فضة فيها ألف دينار ومعها فتات المسك فأخذها القوم ونهضوا وبقيت أنا جالسا وبين يدي الصينية التي وضعوها لى وأنا أهاب أن آخذها من عظمتها في نفسي فقال لي بعض الحاضرين ألا تأخذها وتذهب فمددت يدي فأخذتها فأفرغت ذهبها في جيبى وأخذت الصينية تحت إبطي وقمت وأنا خائف أن تؤخذ منى فجعلت أتلفت والوزير ينظر إلى وأنا لا أشعر فلما بلغت الستارة أمرهم فردوني فيئست من المال فلما رجعت قال لى ما شأنك خائف فقصصت عليه خبرى فبكى ثم قال لأولاده خذوا هذا فضموه إليكم فجاءني خادم فأخذ منى الصينية والذهب وأقمت عندهم عشرة أيام من ولد إلى ولد وخاطري كله عند عيالي ولا يمكنني الانصراف فلما انقضت العشرة الأيام جاءني خادم فقال ألا تذهب إلى عيالك فقلت بلى والله فقام يمشى أمامي ولم يعطنى الذهب ولا الصينية فقلت يا ليت هذا كان قبل أن يؤخذ منى الصينية والذهب ياليت عيالي رأوا ذلك فسار يمشى أمامي إلى لم أر أحسن منها فدخلتها فإذا عيالي يتمرغون في الذهب والحرير فيها وقد بعثوا إلى الدار مائة ألف درهم وعشرة آلاف دينار وكتابا فيه تمليك الدار بما فيها وكتابا آخر فيه تمليك قريتين جليلتين فكنت مع البرامكة في أطيب عيش فلما أصيبوا أخذ منى عمرو بن مسعدة العريتين وألزمنى بخارجهما فكلما لحقتني فاقة قصدت دورهم وقبورهم فبكيت عليهم فأمر المأمون برد القريتين فبكى الشيخ بكاء شديدا فقال المأمون مالك ألم استأنف بك جميلا قال بلى ولكن هو من بركة البرامكة فقال له المأمون امض مصاحبا فإن الوفاء مبارك ومراعاة حسن العهد والصحبة من الايمان وفيها توفي .
الفضيل بن عياض .
أبو على التميمى أحد أئمة العباد الزهاد وهو أحد العلماء والأولياء ولد بخراسان بكورة دينور وقدم الكوفة وهو كبير فسمع بها الأعمش ومنصور بن المعتمر وعطاء بن السائب وحصين بن