يستمطر الزوار منك الندى ... وأنت بالزوار تستبشر ... .
وكتبت تحت أبياتها حاجتها فركب من فوره إلى أبيه فأدخله على الخليفة فأشار على بشارئها فقال لا والله لا أشتريها وقد قال فيها الشعراء فأكثروا واشتهر أمرها وهي التي يقول فيها أبو نواس .
... لا يشتريها إلا ابن زانية ... أو قلطبان يكون من كانا ... .
وعن ثمامة بن أشرس قال بت ليلة مع جعفر بن يحي بن خالد فانتبه من منامه يبكي مذعورا فقلت ما شأنك قال رأيت شيخا جاء فأخذ بعضادتي هذا الباب وقال .
... كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر ... .
قال فأجبته ... بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العوائر ... .
قال ثمامة فلما كانت الليلة القابلة قتله الرشيد ونصب رأسه على الجسر ثم خرج الرشيد فنظر إليه فتأمله ثم أنشأ يقول ... تقاضاك دهرك ما أسلفا ... وكدر عيشك بعد الصفا ... فلا تعجبن فإن الزمان ... رهين بتفريق ما ألفا ... .
قال فنظرت إلى جعفر وقلت أما لئن أصبحت اليوم آية فلقد كنت في الكرم والجود غاية قال فنظر إلى كأنه جمل صؤول ثم أنشأ يقول ... ما يعجب العالم من جعفر ... ما عاينوه فبنا كانا ... من جعفر أو من أبوه ومن ... كانت بنو برمك لولانا ... .
ثم حول وجه فرسه وانصرف .
وقد كان مقتل جعفر ليلة السبت مستهل صفر من سنة سبع وثمانين ومائة وكان عمره سبعا وثلاثين سنة ومكث وزيرا سبع عشرة سنة وقد دخلت عبادة أم جعفر على أناس في يوم عيد أضحى تستمنحهم جلد كبش تدفأ به فسألوها عن ما كانت فيه من النعمة فقالت لقد أصبحت في مثل هذا اليوم وإن على رأسى أربعمائة وصيفة وأقول إن ابنى جعفرا عاق لي وروى الخطيب البغدادي بإسناده أن سفيان بن عيينة لما بلغه قتل الرشيد جعفرا وما أحل بالبرامكة استقبل القبلة وقال اللهم إن جعفرا كان قد كفاني مؤنة الدنيا فاكفه مؤوه الأخره حكاية غريبة .
حكاية غريبة .
ذكر ابن الجوزي في المنتظم أن المأمون بلغه أن رجلا يأتي كل يوم إلى قبور البرامكة فيبكي عليهم ويندبهم فبعث من جاء به فدخل عليه وقد يئس من الحياة فقال له ويحك ما يحملك عل صنيقك هذا فقال يا أمير المؤمنين إنهم أسدوا إلى معروفا وخيرا كثيرا فقال وما الذي