A ( إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه ) رواه الخطيب وابن عساكر من طريق أبي القاسم الكعبي المتكلم واسمه عبد الله بن أحمد البلخي وقد كان كاتبا لمحمد بن زيد عن أبيه عن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن زريق عن الفضل بن سهل ذى الرياستين عن جعفر بن يحي به وقال عمرو بن بحر الجاحظ قال جعفر للرشيد با أمير المؤمنين قال لى أبي يحي إذا أقبلت الدنيا عليك فأعط وإذا أدبرت فأعط فانها لا تبقى وأنشدنى أبي .
... لا تبخلن لدنيا وهي مقبلة ... فليس ينقصها التبذير والسرف ... فإن تولت فأحرى أن تجود بها ... فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف ... .
قال الخطيب ولقد كان جعفر من علو القدر ونفاذ الأمر وعظم المحل وجلالة المنزلة عند الرشيد على حالة انفرد بها ولم يشاركه فيها أحد وكان سمح الأخلاق طلق الوجه ظاهر البشر أما جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه فأشهر من أن يذكر وكان أيضا من ذوي الفصاحة والمذكورين بالبلاغة .
وروى ابن عساكر عن مهذب حاجب العباس بن محمد صاحب قطيعة العباس والعباسية أنه أصابته فاقة وضائقة وكان عليه ديون فألح عليه المطالبون وعنده سفط فيه جواهر شراؤه عليه ألف ألف فأتى به جعفرا فعرضه عليه وأخبره بما هو عليه من الثمن وأخبره بإلحاح المطالبين بديونهم وأنه لم يبق له سوى هذا السفط فقال قد اشتريته منك بألف ألف ثم أقبضه المال وقبض السفط منه وكان ذلك ليلا ثم أمر من ذهب بالمال إلى منزله وأجلسه معه في السمر تلك الليلة فلما رجع إلى منزله إذا السفط قد سبقه إلى منزله أيضا قال فلما أصبحت غدوت إلى جعفر لأتشكر له فوجدته مع أخيه الفضل على باب الرشيد يستأذن عليه فقال له جعفر إني قد ذكرت أمرك للفضل وقد أمر لك بألف ألف وما أظنها إلا قد سبقتك إلى منزلك وسأفاوض فيك أمير المؤمنين فلما دخل ذكر له أمره وما لحقه من الديون فأمر له بثلاثمائة ألف دينار .
وكان جعفر ليلة في سمره عند بعض أصحابه فجاءت الخنفساء فركبت ثياب الرجل فألقاها عنه جعفر وقال إن الناس يقولون من قصدته الخنفساء يبشر بمال يصيبه فأمر له جعفر بألف دينار ثم عادت الخنفساء فرجعت إلى الرجل فأمر له بألف دينار أخرى .
وحج مرة مع الرشيد فلما كانوا بالمدينة قال لرجل من أصحابه انظر جارية أشتريها تكون فائقة في الجمال والغناء والدعابة ففتش الرجل فوجد [ جارية ] على النعت فطلب سيدها فيها مالا كثيرا على أن يراها جعفر فذهب جعفر إلى منزل سيدها فلما رآها أعجب بها فلما غنته أعجبته أكثر فساومه صاحبها فيها فقال له جعفر قد أحضرنا مالا فإن أعجبك وإلا زدناك فقال لها سيدها إني كنت في نعمة وكنت عندى في غاية السرور وإنه قد انقبض على حالى وإني قد أحببت أن