منه سلالة آل جفنة فخلعوا رنى وسلموا عينيها فكتب نقفور إلى الرشيد من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فان الملكة التي كانت قبلى أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها وذلك من ضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إلى ماحملته إليك من الأموال وافتد نفسك به وإلا فالسيف بيننا وبينك فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد أن ينظر إليه ولا يستطيع مخاطبته وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ثم استدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام ثم شخص من فوره وسار حتى نزل بباب هرقلة ففتحها واصطفى ابنة ملكها وغنم من الأموال شيئا كثيرا وخرب وأحرق فطلب نقفور منه الموادعه على خراج يؤدية إليه في كل سنة فأجابه الرشيد إلى ذلك فلما رجع من غزوته وصار بالرقة نقض الكافر العهد وخان الميثاق وكان البرد قد اشتد جدا فلم يقدر أحد أن يجئ فيخبر الرشيد بذلك لخوفهم على أنفسهم من البرد حتى يخرج فصل الشتاء وحج بالناس فيها عبد الله به عباس بن محمد بن على .
ذكر من توفي فيها من الأعيان .
جعفر بن يحي بن خالد بن برمك أبو الفضل البرمكى الوزير ابن الوزير ولاه الرشيد الشام وغيرها من البلاد وبعثه إلى دمشق لما ثارت الفتنة العشيران بحوران بين قيس ويمن وكان ذلك أول نار ظهرت بين قيس ويمن في بلاد الاسلام كان خامدا من زمن الجاهلية فأثاروه في هذا الأوان فلما قدم جعفر بجيشة خمدت الشرور وظهر السرور وقيلت في ذلك أشعار حسان قد ذكر ذلك ابن عساكر في ترجمة جعفر من تاريخه منها .
... لفد أوقدت في الشام نيران فتنة ... فهذا أوان الشام تخمد نارها ... إذا جاش سوج البحر من ال برمك ... عليها خبت شهبانها وشرارها ... رماها أمير المومنين بجعفر ... وفيه تلافي صدعها وانجبارها ... هو الملك المأمول للبر والتقى ... وصولاته لا يستطاع خطارها ... .
وهي قصيدة طويلة وكانت له فصاحة وبلاغة وذكاء وكرم زائد كان أبوه قد ضمه إلى القاضي أبي يوسف فتفقه عليه وصار له اختصاص بالرشيد وقد وقع ليلة بحضرة الرشيد زيادة علىألف توقيع ولم يخرج في شئ منها عن موجب الفقة وقد روى الحديث عن أبيه عن عبد الحميد الكاتب عن عبد الملك بن مروان كاتب عثمان عن زيد بن ثابت كاتب الوحي قال قال رسول الله