وكنا نرجى من إمام زيادة ... فزاد الامام المرتجى في القلانس ... تراها على هام الرجال كأنها ... دنان يهود جللت بالبرانس ... .
وفيها غزا الصائفة معيوف بن يحيى الحجوري فأسر خلقا كثيرا من الروم بنيف على سنة آلاف أسير وغنم أموالا جزيلة وحج بالناس المهدي بن المنصور [ وهو ولي العهد الملقب بالمهدي وكان على نيابة مكة والطائف محمد بن إبراهيم وعلى المدينة الحسن بن زيد وعلىالكوفة محمد بن سليمان وعلى البصرة يزيد بن منصور وعلى مصر محمد بن سعيد وذكر الواقدي أن يزيد بن منصور كان ولاه المنصور في هذه السنة اليمن فالله أعلم ] .
وفيها توفي أبان بن صمه وأسامة بن زيد الليثي وثور بن يزيد الحمصي والحسن بن عمارة وقطر بن خليفة ومعمر وهشام بن الغازى والله أعلم .
( ثم ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائة ) .
فيها دخل المنصور بلاد الشام وزار بيت المقدس وجهز يزيد بن حاتم في خمسين ألفا وولاه بلاد إفريقيه وأمر بقتال الخوارج وانفق على هذا الجيش نحو ثلاث وستين ألف درهم وغزا الصائفة زفر بن عاصم الهلالي وحج بالناس فيها محمد بن إبراهيم ونواب البلاد والاقاليم هم المذكورون في التي قبلها سوى البصرة فعليها عبدالملك بن أيوب بن ظبيان وفيها توفي أبو أيوب الكاتب وأخوه خالد وأمر المنصور ببني أخيه أن تقطع أيديهم وأرجلهم ثم تضرب بعد ذلك أعناقهم ففعل ذلك بهم وفيها توفي .
( أشعب الطامع ) .
وهو أشعب بن جبير أبو العلاء ويقال أبو اسحاق المدني ويقال له أبو حميدة وكان أبوه مولى لآل الزبير قتله المختار وهو خال الواقدي .
وروى عن عبدالله بن جعفر ( أن رسول الله A كان يتختم في اليمين ) وأبان بن عثمان وسالم وعكرمه وكان ظريفا ماجنا يحبه أهل زمانه لخلاعته وطمعه وكان حميد الغناء وقد وفد على الوليد بن زيد فترجمه ابن عساكر ترجمة ذكر عنه فيها أشياء مضحكة واسند عنه حديثين .
وروى عنه أنه سئل يوما أن يحدث فقال حدثني عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله A قال ( خصلتان من عمل بهما دخل الجنة ) ثم سكت فقيل له ما هما فقال نسي عكرمة الواحده ونسيت أنا الأخرى وكان سالم بن عبدالله ابن عمر يستخفه ويستحليه ويضحك منه ويأخذه معه إلى الغابة وكذلك كان غيره من أكابر الناس وقال الشافعي عبث الولدان يوما بأشعب فقال لهم إن ههنا أناسا يفرقون الجوز ليطردهم