فدخل عليه فجعل يعاتبه في أشياء صدرت منه فيعتذر عنها جيدا حتى قال له فلم قتلت سليمان بن كثير وابراهيم بن ميمون وفلانا وفلانا قال لأنهم عصوني وخالفوا أمري فغضب عند ذلك المنصور وقال ويحك أنت تقتل إذا عصيت وأنا لاقتلنك وقد عصيتني وصفق بيديه وكانت الإشاره بينه وبين المرصدين لقتله فتبادروا اليه ليقتلوه فضربه أحدهم فقطع حمائل سيفه فقال يا أمير المؤمنين استبقني لأعدائك فقال وأي عدو أعدى منك ثم زجرهم المنصور فقطعوه قطعا ولفوه في عباءه ودخل عيسى بن موسى على أثر ذلك فقال ما هذا يا أميرالمؤمنين فقال هذا ابو مسلم فقال إنا لله وانا اليه راجعون فقال له المنصور أحمد الله الذي هجمت علي نعمه ولم تهجم عل نقمه ففي ذلك يقول أبو دلامه ... أبا مسلم ما غير الله من نعمة ... على عبده حتى يغيرها العبد ... أبا مسلم خوفتني القتل فانتخي ... عليك بما خوفتني الاسد الورد ... .
وذكر بن جرير أن المنصور تقدم إلى عثمان بن نهيك وشبيب بن واج وأبي حنيفة حرب بن قيس وآخر من الحرس أن يكونوا قريبا منه فاذا دخل عليه أبو مسلم وخاطبه وضرب باحدى يديه على الأخرى فليقتلوه فلما دخل عليه أبو مسلم قال له المنصور ما فعل السيفان اللذان أصبتهما من عبدالله بن علي فقال هذا أحدهما فناوله السيف فوضعه تحت ركبته ثم قال له ما حملك على أن تكتب لأبي عبدالله السفاح تنهاه عن الموات أردت أن تعلمنا الدين قال انني ظننت أن اخذه لا يحل فلما جاءني كتاب أمير المؤمنين علمت أنه واهل بيته معدن العلم قال فلم تقدمت على في طريق الحج قال كرهت اجتماعنا على الماء فيضر ذلك بالناس فتقدمت التماس الرفق قال فلم لا رجعت إلى حين أتاك خبر موت أبي العباس قال كرهت التضيق على الناس في طريق الحج وعرفت أنا سنجتمع بالكوفة وليس عليك مني خلاف قال فجارية عبدالله بن علي اردت ان تتخذها لنفسك قال لا ولكن خفت ان تضيع فحملتها في قبة ووكلت بها من يحفظها ثم قال له ألست الكاتب إلي تبدأ بنفسك والكاتب إلى تخطب آمنه بنت علي وتزعم أنك إبن سليط بن عبدالله بن عباس هذا كله ويد المنصور في يده يعركها ويقبلها ويعتذر ثم قال له فما حملك على مراغمتي ودخولك إلى خراسان قال خفت ان يكون دخلك مني شيء فأردت أن أدخل خراسان وأكتب اليك بعذري قال فلم قلت سليمان بن كثير وكان من نقبائنا ودعاتنا قبلك قال أراد خلافي فقال ويحك وأنت أردت خلافي وعصيتني قتلني الله ان لم أقتلك ثم ضربه بعمود الخيمة وخرج اليه اولئك فضربه عثمان فقطع حمائل سيفه وضربه شبيب فقطع رجله وحمل عليه بقيتهم بالسيوف والمنصور يصيح ويحكم اضربوه قطع الله أيديكم ثم ذبحوه