الصين ولم يبق إلا أن يلتقي مع ملكها فلما مات الحجاج رجع الجيش كما مر ثم إن قتيبة قتل بعد ذلك قتله بعض المسلمين ومسلمة بن عبد الملك بن مروان وابن أمير المؤمنين الوليد وأخوه الآخر يفتحون في بلاد الروم ويجاهدون بعساكر الشام حتى وصلوا إلى القسطنطينية وبنى بها مسلمة جامعا يعبد الله فيه وامتلأت قلوب الفرنج منهم رعبا ومحمد بن القاسم ابن أخي الحجاج يجاهد في بلاد الهند ويفتح مدنها في طائفة ن جيش العراق وغيرهم وموسى بن نضير يجاهد في بلاد العرب ويفتح مدنها وأقاليمها في جيوش الديار المصرية وغيرها وكل هذه النواحي إنما دخل أهلها في الإسلام وتركوا عبادة الأوثان وقبل ذلك قد كان الصحابة في زمن عمر وعثمان فتحوا غالب هذه النواحي ودخلوا في مبانيها بعد هذه الأقاليم الكبار مثل الشام ومصر والعراق واليمن وأوائل بلاد الترك ودخلوا إلى ما وراء النهر وأوائل بلاد المغرب وأوائل بلاد الهند فكان سوق الجهاد قائما في القرن الأول من بعد الهجرة إلى انقضاء دولة بني أمية وفي أثناء خلافة بني العباس مثل أيام المنصور وأولاده والرشيد واولاده في بلاد الروم والترك والهند وقد فتح محمود سبكتكين وولده في أيام ملكهم بلادا كثيرة من بلاد الهند ولما دخل طائفة ممن هرب من بني أمية إلى بلاد المغرب وتملكوها أقاموا سوق الجهاد في الفرنج بها ثم لما بطل الجهاد من هذه المواضع رجع العدو إليها فأخذ منها بلادا كثيرة وضعف الإسلام فيها ثم لما أستولت دولة الفاطميين على الديار المصرية والشامية وضعف الإسلام وقل ناصروه وجاء الفرنج فاخذوا غالب بلاد الشام حتى أخذوا بيت المقدس وغيره من البلاد الشامية فأقام الله سبحانه بني أيوب مع نور الدين فاستلبوها من أيديهم وطردوهم عنه فلله الحمد والمنة وسيأتي ذلك كله في مواضعه إن شاء الله تعالى .
وفيها عزل الوليد عمر بن عبد العزيز عن إمرة المدينة وكان سبب ذلك أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى الوليد يخبره عن أهل العراق أنهم في ضيم وضيق مع الحجاج من ظلمه وغشمه فسمع بذلك الحجاج فكتب إلى الوليد إن عمر ضعيف عن إمرة المدينة ومكة وهذا وهن وضعف في الولاية فاجعل على الحرمين من يضبط أمرهما فولي على المدينة عثمان بن حيان وعلى مكة خالد بن عبد الله القسري وفعل ما أمره به الحجاج فخرج عمر بن عبد العزيز من المدينة في شوال فنزل السويداء وقدم عثمان بن حيان المدينة لليلتين بقيتا من شوال من هذه السنة .
وحج بالناس فيها عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك وممن توفي في هذه السنة من الأعيان .
أنس بن مالك ابن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أبو حمزة