وتوفي في هذه السنة السائب بن يزيد بن سعد بن تمامة وقد حج به أبوه مع رسول الله ( ص ) وكان عمر السائب سبع سنين رواه البخاري فلهذا قال الواقدي إنه ولد سنة سنة ثلاث من الهجرة وتوفي سنة إحدى وتسعين وقال غيره سنة ست وقيل ثمان وثمانين فالله أعلم .
سهل بن سعد الساعدي صحابي مدني جليل توفي رسول الله ( ص ) وله من العمر خمس عشرة سنة وكان ممن ختمه الحجاج في عنقه هو وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله في يده ليذلهم كيلا يسمع الناس من رأيهم قال الواقدي توفي سنة إحدى وتسعين عن مائة سنة وهو آخر من مات في المدينة من الصحابة قال محمد بن سعد ليس في هذا خلاف وقد قال البخاري وغيره توفي سنة ثمان وثمانين فالله أعلم .
ثم دخلت سنة ثنتين وتسعين .
فيها غزا مسلمة وابن أخيه عمر بن الوليد بلاد الروم ففتحا حصونا كثيرة وغنما شيئا كثيرا وهربت منهم الروم إلى أقصى بلادهم وفيها غزا طارق بن زياد مولى موسى بن نصير بلاد الأندلس في اثنى عشر ألفا فخرج إليه ملكها أذريقون في جحافلة وعليه تاجه ومعه سرير ملكه فقاتله طارق فهزمه وغنم ما في معسكره فكان من جملة ذلك السرير وتملك بلاد الأندلس بكملها قال الذهبي كان طارق بن زياد أمير طنجة وهي أقصى بلاد المغرب وكان نائبا لمولاه موسى بن نصير فكتب إليه صاحب الجزيرة الخضراء يستنجد به على عدوه فدخل طارق إلى جزيرة الأندلس من زقاق سبتة وانتهز الفرصة لكون الفرنج قد اقتتلوا فيما بينهم وأمعن طارق في بلاد الأندلس فافتتح قرطبة وقتل ملكها ادرينوق وكتب إلى موسى بن نصير بالفتح فحسده موسى على الانفراد بهذا الفتح وكتب إلى الوليد يبشره بالفتح وينسبه إلى نفسه وكتب إلى طارق يتوعده لكونه دخل بغير أمره ويأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به ثم سار إليه مسرعا بجيوشه فدخل الأندلس ومعه حبيب بن أبي عبيدة الفهري فأقام سنين يفتح في بلاد الأندلس ويأخذ المدن والأموال ويقتل الرجال ويأسر النساء والأطفال فغنم شيئا لا يحد ولا يوصف ولا يعد من الجواهر واليواقيت والذهب والفضة ومن آنية الذهب والفضة والأثاث والخيول والبغال وغير ذلك شيئا كثيرا وفتح من الأقاليم الكبار والمدن شيئا كثيرا وكان مما فتح مسلمة وابن أخيه عمر بن الوليد من حصون بلاد الروم حصن سوسنة وبلغا إلى خليج القسطنطينية .
وفيا فتح قتيبة بن مسلم شومان وكش ونسف وامتنع عليه أهل فرياب فأحرقها وجهز أخاه عبد الرحمن إلى الصغد إلى طرخون خان ملك تلك البلاد فصالحه عبد الرحمن وأعطاه طرخون خان