أصلح الله الأمير إن مثلك لا ينبغي أن يكون بلا سلاح فقال إن عندي سلاحا ثم رفع صدر فراشه فإذا سيفه منتضى فأخذه عمر فضربه به حتى يرد وخرج هاربا ثم تفرق أصحاب موسى بن عبد الله بن خازم .
قال ابن جرير وفي هذه السنة عزم عبد الملك على عزل أخيه عبد العزيز بن مروان عن إمرة الديار المصرية وحسن له ذلك روح بن زنباع الجذامي فبينما هما في ذلك إذ دخل عليهما قبيصة بن ذؤيب في الليل وكان لا يحجب عنه في أي ساعة جاء من ليل أو نهار فعزاه في أخيه عبد العزيز فندم على ما كان منه من العزم على عزله وإنما حمله على إرادة عزله أنه أراد أن يعهد بالأمر من بعده لأولاده الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام وذلك عن رأي الحجاج وترتيبه ذلك لعبد الملك وكان أبوه مروان عهد بالأمر إلى عبد الملك ثم من بعده إلى عبد العزيز فأراد عبد الملك أن ينحيه عن الأمرة من بعده بالكلية ويجعل الأمر في أولاده وعقبة وأن تكون الخلافة باقية فيهم والله أعلم .
عبد العزيز بن مروان .
هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو الأصبغ القرشي الأموي ولد بالمدينة ثم دخل الشام مع أبيه مروان وكان ولي عهده من بعد أخيه عبد الملك وولاه أبوه إمرة الديار المصرية في سنة خمس وستين فكان واليا عليها إلى هذه السنة وشهد قتل سعيد بن عمرو بن العاص كما قدمنا وكانت له دار بدمشق وهي دار الصوفية اليوم المعروفة بالخانقاه السميساطية ثم كانت من بعده لولده عمر بن عبد العزيز ثم تنقلت إلى أن صارت خانقاها للصوفية وقد روي عبد العزيز بن مروان الحديث عن أبيه وعبد الله بن الزبير وعقبة بن عامر وأبي هريرة وحديثه عنه في مسند أحمد وسنن أبي داود أن رسول الله ( ص ) قال شر ما في الرجل جبن خالع وشح هالع وعنه ابنه عمر والزهري وعلي بن رباح وجماعة قال محمد بن سعد كان ثقة قليل الحديث وقال غيره كان يلحن في الحديث وفي كلامه ثم تعلم العربية فأتقنها وأحسنها فكان من أفصح الناس وكان سبب ذلك أنه دخل عليه رجل أيشكو ختنه وهو زوج ابنته فقال له عبد العزيز من ختنك فقال الرجل ختني الخاتن الذي يختن الناس فقال لكاتبه ويحك بماذا أجابني فقال الكاتب يا أمير المؤمنين كان ينبغي أن تقول من ختنك فآلى على نفسه أن لا خرج من منزله حتى يتعلم العربية فمكث جمعة واحدة فتعلمها فخرج وهو من أفصح الناس وكان بعد ذلك يجزل عطاء من يعرب كلامه وينقص عطاء من يلحن فيه فتسارع الناس في زمانه إلى تعلم العربية قال عبد العزيز يوما إلى رجل ممن أنت قال من بنو عبد الدار فقال تجدها في جائزتك فنقصت جائزته مائة دينار