هلك هلك وإن نجا فلك أنتم إذا ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطانه وإن هلكتم كنتم الأعداء البغضاء ثم قال اخلعوا عدو الله الحجاج ولم يذكر خلع عبد الملك وبايعوا لأميركم عبد الرحمن ابن الأشعث فإني أشهدكم أني أول خالع للحجاج فقال الناس من كل جانب خلعنا عدو الله ووثبوا إلى عبد الرحمن بن الأشعث فبايعوه عوضا عن الحجاج ولم يذكروا خلع عبد الملك بن مروان وبعث ابن الأشعث إلى رتبيل فصالحه على أنه إن ظفروا بالحجاج فلا خراج على رتبيل أبدا ثم سار ابن الأشعث بالجنود الذين معه مقبلا من سجستان إلى الحجاج ليقاتله ويأخذ منه العراق فلما توسطوا الطريق قالوا إن خلعنا للحجاج خلع لابن مروان فخلعهما وجددوا البيعة لابن الأشعث فبايعهم على كتاب الله وسنة رسوله وخلع أئمة الضلالة وجهاد الملحدين فإذا قالوا نعم بايعهم فلما بلغ الحجاج ما صنعوا من خلعه وخلع ابن مروان كتب إلى عبد الملك يعلمه بذلك ويستعجله في بعثه الجنود إليه وجاء الحجاج حتى نزل البصرة وبلغ المهلب خبر ابن الأشعث وكتب إليه يدعوه إلى ذلك فأبى عليه وبعث بكتابه إلى الحجاج وكتب المهلب إلى ابن الأشعث يقول له إنك يا ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل ابق على أمة محمد ( ص ) انظر إلى نفسك فلا تهلكها ودماء المسلمين فلا تسفكها والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها فإن قلت أخاف الناس على نفسي فالله أحق أن تخافه من الناس فلا تعرضها لله في سفك الدماء أو استحلال محرم والسلام عليكم وكتب المهلب إلى الحجاج أما بعد فإن أهل العراق قد أقبلوا إليك مثل السيل المنحدر من علو ليس شيء يرده حتى ينتهي إلى قراره وإن لأهل العراق شدة في أول مخرجهم وصبابة إلى أبنائهم ونسائهم فليس شيء يردهم حتى يصلوا إلى أهليهم وينبسطوا إلى نسائهم ويشموا أولادهم ثم واقعهم عندها فإن الله ناصرك عليهم إن شاء الله فلما قرأ الحجاج كتابه قال فعل الله به وفعل لا والله مالي نظر ولكن لابن عمه نصح ولما وصل البريد بكتاب الحجاج إلى عبد عبد الملك هاله ذلك ثم نزل عن سريره وبعث إلى خالد بن يزيد بن معاوية فأقرأه كتاب الحجاج فقال يا أمير المؤمنين إن كان هذا الحدث من قبل خراسان فخفه وإن كان من قبل سجستان فلا تخفه ثم أخذ عبد الملك في تجهيز الجنود من الشام إلى العراق في نصرة الحجاج وتجهيزه في الخروج إلى ابن الأشعث وعصى رأى المهلب فيما أشار به عليه وكان في شوره النصح والصدق وجعلت كتب الحجاج لا تنقطع عن عبد الملك بخبر ابن الأشعث صباحا ومساء أين نزل ومن أين ارتحل وأي الناس إليه أسرع وجعل الناس يلتفون على ابن الأشعث من كل جانب حتى قيل أنه سار معه ثلاثة وثلاثون ألف فارس ومائة وعشرون ألف رجل وخرج الحجاج في جنود الشام من البصرة نحو ابن الأشعث فنزل تستر وقدم بين يديه مطهر بن حي الكعبي