المهلب بصعصعة إليه فلما تمكن منه بجير بن ورقاء قال ضعوا رأسه عند رجلي فوضعوه فطعنه بجير بحربته حتى قتله ومات على إثره وقد قال له أنس بن طارق اعف عنه فقد قتلت بكير بن وشاح فقال لا والله لا أموت وهذا حي ثم قتله وقد قيل إنه إنما قتل بعد موته فالله أعلم .
قتنة بن الأشعث .
قال أبو مخنف كان ابتداؤها في هذه السنة وقال الواقدى في س سنة ثنتين وثمانين وقد ساقها ابن جرير في هذه السنة فوافقناه في ذلك وكان سبب هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه وكان هو يفهم ذلك ويضمر له السوء وزوال الملك عنه فلما أمره الحجاج على ذلك الجيش المتقدم ذكره وأمره بدخول بلاد رتبيل ملك الترك فمضى وصنع ما قدمناه من أخذه بعض بلاد الترك ثم رأى لأصحابه أن يقيموا حتى يتقووا إلى العام المقبل فكتب إلى الحجاج بذلك فكتب إليه الحجاج يستهجن رأيه في ذلك ويستضعف عقله ويقرعه بالجبن والنكول عن الحرب ويأمره حتما بدخول بلاد رتبيل ثم أردف ذلك بكتاب ثانى ثم ثالث مع البريد وكتب في جملة ذلك يا ابن الحائك الغادر المرتد امض إلى ما أمرتك به من الايغال في أرض العدو وإلا حل بك مالا يطاق وكان الحجاج يبغض ابن الأشعث ويقول هو أهوج أحمق حسود وأبوه الذي سلب أمير المؤمنين عثمان ثيابه وقاتله ودل عبيد الله بن زياد على مسلم ين عقيل حتى قتله وجده الأشعث ارتد عن الإسلام وما رأيته قط إلا هممت بقتله ولما كتب الحجاج إلى ابن الأشعث بذلك وترادفت إليه البرد بذلك غضب ابن الأشعث وقال يكتب إلي بمثل هذا وهو لا يصلح أن يكون من بعض جندي ولا من بعض خدمي لخوره وضعف قوته أما يذكر أباه من ثقيف هذا الجبان صاحب غزالة يعني أن غزالة زوجة شبيب حملت على الحجاج وجيشه فانهزموا منها وهي امرأة لما دخلت الكوفة ثم إن ابن الأشعث جمع رؤس أهل العراق وقال لهم إن الحجاج قد ألح عليكم في الأيغال في البلاد والتى قد هلك فيها إخوانكم بالأمس وقد أقبل عليكم فصل الشتاء والبرد فانظروا في أمركم أما أنا فلست مطيعه ولا أنقض رأيا رأيته بالأمس ثم قام فيهم خطيبا فأعلمهم بما كان رأى من الرأى له ولهم وطلب في ذلك من إصلاح البلاد التي فتحوها وأن يقيموا بها حتى يتقووا بغلاتها وأموالها ويخرج عنهم فصل البرد ثم يسيرون في بلاد العدو فيفتحونها بلدا بلدا إلى أن يحصروا رتبيل ملك الترك في مدينة العظماء ثم أعلمهم بما كتب إليه الحجاج من الأمر بمعالجة رتبيل فثار إليه الناس وقالوا لا بل نأبى على عدو الله الحجاج ولا نسمع له ولا نطيع قال أبو مخنف فحدثني مطرف بن عامر بن وائلة الكناني أن أباه كان أول من تكلم في ذلك وكان شاعرا خطيبا وكان مما قال إن مثل الحجاج في هذا الرأي ومثلنا كما قال الأول لأخيه أحمل عبدك على الفرس فإن