من أهل الفقه والعلم أن يعظوه ويعلموه أن هذا الذى به من الشيطان فأبى أن يقبل منهم فصلبه بعد ذلك وهذا من تمام العدل والدين .
وقد قال الوليد بن مسلم عن ابن جابر فحدثنى من سمع الأعور يقول سمعت العلاء بن زياد العدوى يقول ما غبطت عبد الملك بشيء من ولايته إلا بقتله حارثا حيث إن رسول الله ( ص ) قال لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كذابون كلهم يزعم أنه نبى فمن قاله فاقتلوه ومن قتل منهم أحدا فله الجنة وقال الوليد بن مسلم بلغنى أن خالد بن يزيد بن معاوية قال لعبد الملك لو حضرتك ما أمرتك بقتله قال ولم قال إنه إنما كان به المذهب فلو جوعته لذهب ذلك عنه وقال الوليد عن المنذر بن نافع سمعت خالد بن الجلاخ يقول لغيلان ويحك يا غيلان ألم تأخذك فى شبيبتك ترا من النساء في شهر رمضان بالتفاح ثم صرت حارثيا تحجب امرأته وتزعم أنها أم المؤمنين ثم تحولت فصرت قدريا زنديقا .
وفيها غزا عبيد الله بن أبى بكرة رتبيل ملك الترك الأعظم فيهم وقد كان يصانع المسلمين تارة ويتمرد أخرى فكتب الحجاج إلى ابن أبى بكرة تأخذه بمن معك من المسلمين حتى تستبيح أرضه وتهدم قلاعه وتقتل مقاتلته فخرج فى جمع من الجنود من بلاده وخلق من أهل البصرة والكوفة ثم التقى مع رتبيل ملك الترك فكسره وهدم أركانه بسطوة بتارة وجاس ابن أبى بكرة وجنده خلال ديارهم واستحوذ على كثير من أقاليمه ومدنه وأمصاره وتبر ما هنالك تتبيرا ثم إن رتبيل تقهقر منه وما زال يتبعه حتى اقترب من مدينته العظمى حتى كانوا منها على ثمانية عشر فرسخا وخافت الأتراك منهم خوفا شديدا ثم إن الترك أخذت عليهم الطرق والشعاب وضيقوا عليهم المسالك حتى ظن كل من المسلمين أنه لا محالة هالك فعند ذلك طلب عبيد الله أن يصالح رتبيل على أن يأخذ منه سبعمائة ألف ويفتحوا للمسلمين طريقا يخرجون عنه ويرجعون عنهم إلى بلادهم فانتدب شريح بن هانئ وكان صحابيا وكان من أكبر أصحاب على وهو المقدم على أهل الكوفة فندب الناس إلى القتال والمصابرة والنزال والجلاد بالسيوف والرماح والنبال فنهاه عبيد الله بن أبى بكرة فلم ينته وأجابه شرذمة من الناس من الشجعان وأهل الحفائظ فما زال يقاتل بهم الترك حتى فنى أكثر المسلمين رضى الله عنهم قالوا وجعل شريح بن هانئ يرتجز ويقول ... أصبحت ذابث أقاسي الكبرا ... * قد عشت بين المشركين أعصرا ... ثم أدركت النبي المنذرا ... * وبعده صديقه وعمرا ... ويوم مهران ويوم تسترا ... * والجمع فى صفيهم والنهرا ... هيهات ما أطول هذا عمرا