وانصرف فبلغ ذلك عبد الملك فكتب إليه يلومه فى مخاطبته أسماء وقال مالك ولابنة الرجل الصالح وقال مسلم بن الحجاج فى صحيحه ثنا عقبة بن مكرم حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمى أنبأ الأسود بن شيبان عن أبى نوفل قال رأيت عبد الله بن الزبير على ثنية الحجون مصلوبا فجعلت قريش تمر عليه والناس حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله إن كنت ما علمت صواما قواما وصولا للرحم أما والله لامة أنت شرها لأمة خير ثم بعد عبد الله بن عمر فبلغ الحجاج وقوف ابن عمر عليه وقوله ما قال فأرسل إليه فأنزله عن جذعه وألقى فى قبور اليهود ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبى بكر فأبت أن تأتيه فأعاد عليها الرسول لتأتينى أولا لأبعثن إليك من يسحبك من قرونك فأبت وقالت والله لا آتيه حتى يبعث إلى من يسحبنى بقرونى فقال الحجاج أرونى سبتيتى فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف ؟ حتى دخل عليها فقال كيف رأيتينى صنعت بعد والله قالت رأيتك فسدت عليه دنياه وأفسدت عليك آخرتك بلغنى أنك تقول يا ابن ذات النطاقين أنا والله ذات النطاقين أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله ص وطعام أبى بكر واما الآخر فنطاق المرأة التى لا تستغنى عنه أما إن رسول الله حدثنا أن فى ثقيف كذابا ومبيرا فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا أخالك إلا إياه قال فقام عنها ولم يراجعها انفرد به مسلم وروى الواقدى أن الحجاج لما صلب ابن الزبير على ثنية الحجون بعثت إليه أسماء تدعو عليهى وطلبت منه أن يدفن فأبي عليها حتى كتب إلى عبد الملك في ذلك فكتب إليه ان يدفن فدفن بالحجون وذكروا أنه كان يشتم من عند قبره ريح المسك .
وكان الحجاج قد قدم من الشام فى ألفى فارس وانضاف إليه طارق بن عمرو فى خمسة آلاف وروى محمد بن سعد وغيره بسنده أن الحجاج حاصر ابن الزبير وأنه اجتمع معه أربعون ألفا وأنه نصب المنجيق على أبى قبيس ليرمى به المسجد الحرام وأنه امن من خرج إليه من أهل مكة ونادى فيهم بذلك وقال إنا لم نأت لقتال أحد سوى ابن الزبير وأنه خير ابن الزبير بين ثلاث إما أن يذهب فى الأرض حيث شاء او يبعثه إلى الشام مقيدا بالحديد أو يقاتل حتى يقتل فشاور أمه فأشارت عليه بالثالث فقط ويروى أنها استدعت بكفن له وبخرته وشجعته على القتل فخرج بهذه النية فقاتل يوم الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين قتالا شديدا فجاءته آجرة ففلقت رأسه فسقط على وجهه إلى الأرض ثم أراد أن ينهض فلم يقدر فاتكأ على مرفقه الأيسر وجعل يحدم بالسيف من جاءه فأقبل إليه رجل من أهل الشام فضربه فقطع رجله ثم