لقد أورث المصرين حزنا وذلة ... قتيل بدير الجاثليق مقيم ... فما نصحت لله بكر بن وائل ... ولا صدقت يوم اللقاء تميم ... ولو كان بكريا يعطف حوله ... كتائب يبقى حرها ويدوم ... ولكنه ضاع الذمام ولم يكن ... بها مضرى يوم ذاك كريم ... جزى الله كوفيا هناك ملامة ... وبصريهم إن الملوم ملوم ... وإن بنى العلات أخلوا ظهورنا ... ونحن صريح بينهم وصميم ... فإن نفن لا يبقى أولئك بعدنا ... لذى حرمة فى المسلمين حريم ... .
وقد قال أبو حاتم ؟ الرازى ثنا يحيى بن مصعب الكلبى ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد الملك بن عمير قال دخلت القصر بالكوفة فإذا رأس الحسين بن على على ترس بين يدى عبيد الله بن زياد وعبيد الله على السرير ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين فرأيت رأس عبيد الله بن زياد على ترس بين يدى المختار والمختار على السرير ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين فرأيت رأس المختار على ترس بين يدى مصعب بن الزبير ومصعب على السرير ثم دخلت القصر بعد حين فرأيت رأس مصعب ابن الزبير على ترس بين يدى عبد الملك وعبد الملك على السرير وقد حكى ذلك الامام أحمد وغير واحد عن عبد الملك بن عمير وقال عبد الله بن قيس الرقيات يرثى مصعبا أيضا ... نعت السحائب والغمام بأسرها ... جسدا بمسكن عارى الأوصال ... تمسى عوائذه السباع وداره ... بمنازل أطلالهن بوالى ... رحل الرفاق وغادروه ثاويا ... للريح بين صبا وبين شمالى ... فصل .
وكان لمصعب من الولد عكاشة وعيسى الذى قتل معه وسكينة وأمهم فاطمة بنت عبد الله بن السائب وعبد الله ومحمد وأمهما عائشة بنت طلحة وأمها أم كلثوم بنت أبى بكر الصديق وجعفر ومصعب وسعيد وعيسى الأصغر والمنذر لأمهات شتى والرباب وأمها سكينة بنت الحسين ابن على بن أبى طالب رضى الله عنه وعنهم .
قال ابن جرير وذكر أبو زيد عن أبى غسان محمد بن يحيى حدثنى مصعب بن عثمان قال لما انتهى إلى عبد الله بن الزبير قتل أخيه مصعب قام فى الناس خطيبا فقال الحمد لله الذى له الخلق والأمر يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده