منه رسول الله ص وكانت من حسان النساء وعابداتهن قال الواقدى توفيت سنة تسع وخمسين وصلى عليها أبو هريرة وقال ابن أبى خيثمة توفيت فى أيام يزيد بن معاوية قلت والأحاديث المتقدمة فى مقتل الحسين تدل على أنها عاشت إلى ما بعد مقتله والله أعلم ورضى الله عنها والله سبحانه أعلم .
ثم دخلت سنة ثنتين وستين .
يقال فيها قدم وفد المدينة النبوية على يزيد بن معاوية فأكرمهم وأجازهم بجوائز سنية ثم عادوا من عنده بالجوائز فخلعوه وولوا عليهم عبد الله بن حنظلة الغسيل فبعث إليهم يزيد جندا فى السنة الآتية إلى المدينة فكانت وقعة الحرة على ما سنبينه فى التى بعدها إن شاء الله تعالى وقد كان يزيد عزل عن الحجاز عمرو بن سعيد بن العاص وولى عليهم الوليد بن عتبة بن أبى سفيان فلما دخل المدينة احتاط على الأموال والحواصل والأملاك وأخذ العبيد الذين لعمرو بن سعيد فحبسهم وكانوا نحو ثلاثمائة عبد فتجهز عمرو بن سعيد إلى يزيد وبعث إلى عبيده أن يخرجوا من السجن ويلحقوا به وأعد لهم إبلا يركبونها ففعلوا ذلك فما لحقوه حتى وصل إلى يزيد فأكرمه واحترمه ورحب به يزيد وأدنى مجلسه ثم أنه عاتبه فى تقصيره فى شأن ابن الزبير فقال له يا أمير المؤمنين الشاهد يرى مالا يرى الغائب وإن جل أهل مكة والحجاز ما لأوه علينا وأحبوه ولم يكن لى جند أقوى بهم عليه لون اهضته وقد كان يحذرتى ويحترس منى وكنت أرفق به كثيرا وأداريه لأستمكن منه فأثب عليه مع أنى قد ضيقت عليه ومنعته من اشياء كثيرة وجعلت على مكة وطرقها وشعابها رجالا لا يدعون أحدا يدخلها حتى يكتبوا اسمه واسم أبيه ومن أى بلاد هو وما جاء له وماذاا يريد فان كان من أصحابه أو ممن عرف أنه يريده رددته صاغرا إلا خليت سبيله وقد وليت الوليد وسيأتيك من عمله وأمره ما لعلك تعرف به فضل مسارعتى واجتهادى فى أمرك ومناصحتى لك إن شاء الله والله يصنع لك ويكبت عدوك فقال له يزيد أنت أصدق ممن رماك وحملنى عليك وأنت ممن أثق به وأرجو معونته وادخره لذات الصدع وكفاية المهم وكشف نوازل الأمور العظام فى كلام طويل .
وأما الوليد بن عتبة فانه أقام بالحجاز وقد هم مرارا أن يبطش بعبد الله بن الزبير فيجده متحذرا ممتنعا قد أعد للأمور أقرانها وثار باليمامة رجل آخر يقال له نجدة بن عامر الحنفى حين قتل الحسين وخالف يزيد بن معاوية ولم يخالف ابن الزبير بل بقى على حدة له أصحاب يتبعونه فاذا كان ليلة عرفة دفع الوليد بن عتبة بالجمهور وتخلف عنه أصحاب ابن الزبير وأصحاب نجدة ثم يدفع كل فريق وحدهم ثم كتب نجدة إلى يزيد إنك بعثت إلينا رجلا أخرق لا يتجه لأمر رشد ولا يرعوى لعظة