من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وقد استدل كثير من العلماء ممن ذهب إلى تفضيل عائشة على خديجة بهذا الحديث قال فانه دخل فيه سائر النساء الثلاث المذكورات وغيرهن ويعضد ذلك أيضا الحديث الذى رواه البخارى حدثنا إسماعيل بن خليل ثنا على بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ص فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال اللهم هالة قالت عائشة فغرت وقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت فى الدهر الأول قد أبدلك الله خيرا منها هكذا رواه البخارى فأما ما يروى فيه من الزيادة والله ما أبدلنى خيرا منها فليس يصح سندها وقد ذكرنا ذلك مطولا عند وفاة خديجة وذكرنا حجة من ذهب إلى تفضيلها على عائشة بما أغنى عن إعادته ههنا وروى البخارى عن عائشة أن النبى ص قال يوما يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى مالا أرى وثبت فى صحيح البخارى أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة فاجتمع أزواجه إلى أم سلمة وقلن لها قولى له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان فقالت أم سلمة فلما دخل على قلت له ذلك فأعرض عنى ثم قلن لها ذلك فقالت له فأعرض عنها ثم لما دار إليها قالت له فقال يا أم سلمة لا تؤذينى فى عائشة فانه والله ما نزل على الوحى فى بيت وانا فى لحاف امرأة منكن غيرها وذكر انهن بعثن فاطمة ابنته إليه فقالت إن نساءك ينشدونك العدل فى ابنة أبى بكر بن أبى قحافة فقال يا بنية ألا تحبين من أحب قالت قلت بلى قال فأحبى هذه ثم بعثن زينب بنت جحش فدخلت على رسول الله ص وعنده عائشة فتكلمت زينب ونالت من عائشة فانتصرت عائشة منها وكلمتها حتى أفحمتها فجعل رسول الله ص ينظر إلى عائشة ويقول إنها ابنة أبى بكر وذكرنا أن عمارا لما جاء يستصرخ الناس ويستفزهم إلى قتال طلحة والزبير أيام الجمل صعد هو والحسن بن على على منبر الكوفة فسمع عمار رجلا ينال من عائشة فقال له اسكت مقبوحا منبوذا والله إنها لزوجة رسول الله ص فى الدنيا وفى الآخرة ولكن الله ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أو إياها وقال الامام أحمد حدثنا معاوية بن عمر وثنا زائدة ثنا عبد الله بن خيثم حدثنى عبد الله بن أبى مليكة أنه حدثه ذكوان حاجب عائشة أنه جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة فجئت وعند رأسها عبد الله بن أخيها عبد الرحمن فقلت هذا ابن عباس يستأذن فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال هذا عبد الله بن عباس يستأذن وهى تموت فقالت دعنى من ابن عباس فقال يا أماه إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك