والبهتان غار الله لها فأنزل لها براءتها فى عشر آيات من القرآن تتلى على تعاقب الزمان وقد ذكرنا ذلك مفصلا فيما سلف وشرحنا الايات والأحاديث الواردة فى ذلك فى غزوة المريسيع وبسطنا ذلك أيضا فى كتاب التفسير بما فيه كفاية ومقنع ولله الحمد والمنة وقد اجمع العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها واختلفوا فى بقية أمهات المؤمنين هل يكفر من قذفهن أم لا على قولين وأصحهما أنه يكفر لأن المقذوفة زوجة رسول الله ص والله تعالى إنما غضب لها لأنها زوجة رسول الله ص فهى وغيرها منهن سواء ومن خصائصها رضى الله عنها أنها كان لها فى القسم يومان يومها ويوم سودة حين وهبتها ذلك تقربا إلى رسول الله ص وانه مات فى يومها وفى بيتها وبين سحرها ونحرها وجمع الله بين ريقه وريقها فى آخر ساعة من ساعاته فى الدنيا وأول ساعة من الآخرة ودفن فى بيتها وقد قال الامام أحمد حدثنا وكيع عن إسماعيل عن مصعب بن إسحاق ابن طلحة عن عائشة عن النبى ص قال إنه ليهون على أنى رأيت بياض كف عائشة فى الجنة تفرد به أحمد وهذا فى غاية ما يكون من المحبة العظيمة أنه يرتاح لأنه رأى بياض كفها أمامه فى الجنة ومن خصائصها أنها أعلم نساء النبى ص بل هى أعلم النساء على الاطلاق قال الزهرى لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل وقال عطاء بن أبى رباح كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس واحسن الناس رأيا فى العامة وقال عروة ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة ولم ترو امرأة ولا رجل غير أبى هريرة عن رسول الله ص من الأحاديث بقدر روايتها رضى الله عنها وقال أبو موسى الأشعرى ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما رواه الترمذى وقال أبو الضحى عن مسروق رأيت مشيخة أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض فاما ما يلهج به كثير من الفقهاء وعلماء الأصول من إبراد حديث خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء فانه ليس له أصل ولا هو مثبت في شيء من أصول الإسلام وسألت عنه شيخا أبا الحجاج المزي فقال لا أصل له ثم لم يكن فى النساء أعلم من تلميذاتها عمرة بنت عبد الرحمن وحفصة بنت سيرين وعائشة بنت طلحة وقد تفردت أم المؤمنين عائشة بمسائل عن الصحابة لم توجد إلا عندها وانفردت باختيارات أيضا وردت أخبار بخلافها بنوع من التأويل وقد جمع ذلك غير واحد من الأئمة فمن ذلك قال الشعبى كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال حدثتنى الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله المبرأة من فوق سبع سموات وثبت فى صحيح البخارى من حديث أبى عثمان النهدى عن عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله أى الناس احب عليك قال عائشة قلت ومن الرجال قال أبوها وفى صحيح البخارى أيضا عن أبى موسى قال قال رسول الله ص كمل