فقال إنه لا بد من ذبحها فقالت أتقتل ابنتك فقال وإن فأخذ الشفرة والشاة وجعل يذبحها ويسلخها وهو يقول مرتجزا ... يا جارتى لا توقظى البنية ... إن توقظيها تنتحب عليه ... وتنتزع الشفرة من يديه ... .
ثم هيأها طعاما فوضعها بين يدى عبيد الله ومولاه فعشاهما وكان عبيد الله قد سمع محاورته لامرأته فى الشاة فلما أراد الارتحال قال لمولاه ويلك ماذا معك من المال فقال معى خمسمائة دينار فضلت من نفقتك فقال ادفعها إلى الأعرابى فقال سبحان الله تعطيه خمسمائة دينار وإنما ذبح لك شاة واحدة تساوى خمسة دراهم فقال ويحك والله لهو أسخى من واجود لانا إنما أعطيناه بعض ما نملك وجاد هو علينا بجميع ما يملك وآثرنا على مهجة نفسه وولده فبلغ ذلك معاوية فقال لله در عبيد الله من أى بيضة خرج ومن أى شىء درج قال خليفة بن خياط توفى سنة ثمان وخمسين وقال غيره توفى فى أيام يزيد بن معاوية قال أبو عبيد القاسم بن سلام توفى فى سنة سبع وثمانين وكانت وفاته بالمدينة وقيل باليمن وله حديث واحد قال أحمد ثنا هشيم ثنا يحيى بن إسحاق عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عباس قال جاءت العميصا أو الرميصا إلى رسول الله ص تشكو زوجها تزعم أنه لا يصل إليها فما كان إلا يسيرا حتى جاء زوجها فزعم أنها كاذبة وأنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول فقال رسول الله ص ليس لك ذلك حتى يذوق عسيلتك رجل غيره واخرجه النسائى عن على بن حجرة عن هشيم به وممن توفى فيها .
أم المؤمنين عائشة بنت أبو بكر الصديق .
وزوجة رسول الله ص واحب أزواجه إليه المبرأة من فوق سبع سموات رضى الله عنها وعن أبيها وامها هى أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية تكنى عائشة بأم عبد الله قيل كناها بذلك رسول الله ص وسلم بابن أختها عبد الله بن الزبير وقيل إنها أسقطت من رسول الله سقطا فسماه عبد الله ولم يتزوج رسول الله A بكرا غيرها ولم ينزل عليه الوحى فى لحاف امرأة غيرها ولم يكن فى أزواجه أحب إليه منها تزوجها بمكة بعد وفاة خديجة وقد أتاه الملك بها فى المنام فى سرقة من حريرة مرتين أو ثلاثا فيقول هذه زوجتك قال فأكشف عنك فاذا هى أنت فأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه فخطبها من أبيها فقال يا رسول الله أو تحل لك قال نعم قال أولست أخوك قال بلى فى الاسلام وهى لى حلال فتزوجها رسول الله ص فحضيت عنده وقد قدمنا ذلك فى أول السيرة وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين وقيل بسنة ونصف وقيل بثلاث سنين وكان عمرها إذ ذاك ست سنين ثم دخل بها وهى بنت تسع سنين بعد بدر فى شوال من سنة ثنتين من الهجرة فأحبها ولما تكلم فيها أهل الافك بالزور