فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه فلقد اتيتم صبحتم او مسيتم الا وان الدنيا طويت على الغرور فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور واعتبروا بمن مضى ثم جدوا ولا تغفلوا .
اين ابناء الدنيا واخوانها الذين اثاروها وعمروها ومتعوا بها طويلا الم تلفظهم ارموا بالدنيا حيث رمى الله بها واطلبوا الآخرة فان الله قد ضرب لها مثلا بالذي هو خير فقال تعالى واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شىء مقتدرا المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا قال واقبل الناس يبايعونه .
قلت وهذه الخطبة اما بعد صلاة العصر يومئذ او قبل الزوال وعبدالرحمن بن عوف جالس في راس المنبر وهو الاشبه والله اعلم وما يذكره بعض الناس من ان عثمان لما خطب اول خطبة ارتج عليه فلم يدر ما يقول حتى قال ايها الناس ان اول مركب صعب وان اعش فستأتيكم الخطبة على وجهها فهو شىء يذكره صاحب العقد وغيره ممن يذكر طرف الفوائد ولكن لم ار هذا ياسناد تسكن النفس اليه والله اعلم .
واما قول الشعبي انه زاد الناس مائة مائة يعني في عطاء كل واحد من جند المسلمين زاده على ما فرض له عمر مائة درهم من بيت المال وكان عمر قد جعل لكل نفس من المسلمين في كل ليلة من رمضان درهما من بيت المال يفطر عليه ولامهات المؤمنين درهمين درهمين فلما ولى عثمان اقر ذلك وزاده واتخذ سماطا في المسجد ايضا للمتعبدين والمعتكفين وابناء السبيل والفقراء والمساكين رضى الله عنه وقد كان ابو بكر اذا خطب يقوم على الدرجة التى تحت الدرجة التى كان رسول الله A يقف عليها فلما ولى عمر نزل درجة اخرى عن درجة ابي بكر رضى الله عنهما فلما ولي عثمان قال ان هذا يطول فصعد الى الدرجة التى كان يخطب عليها رسول الله A وزاد الاذان الاول يوم الجمعة قبل الاذان الذي كان يؤذن به بين يدي رسول الله A اذا جلس على المنبر واما اول حكومة حكم فيها فقضية عبيدالله بن عمر وذلك انه غدا على ابنة ابي لؤلؤة قاتل عمر فقتلها وضرب رجلا نصرانيا يقال له جفينة بالسيف فقتله وضرب الهرمزان الذي كان صاحب تستر فقتله وكان قد قيل انهما مالآ ابا لؤلؤة على قتل عمر فالله اعلم .
وقد كان عمر قد امر بسجنه ليحكم فيه الخليفة من بعده فلما ولي عثمان وجلس للناس كان اول ما تحوكم اليه في شأن عبيدالله فقال على ما من العدل تركه وامر بقتله وقال بعض المهاجرين ايقتل ابوه بالامس ويقتل هو اليوم فقال عمرو بن العاص يا امير المؤمنين قد برأك الله من ذلك