فارسل يده وقال الى يا عثمان فاخذه بيده فقال هل انت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه ( ص ) وفعل ابي بكر وعمر قال اللهم نعم قال فرفع راسه الى سقف المسجد ويده في يد عثمان فقال اللهم اسمع واشهد اللهم اسمع واشهد اللهم اسمع واشهد اللهم اني قد خلعت مافي رقبتي من ذلك في رقبة عثمان قال وازدهم الناس يبايعون عثمان حتى غشوه تحت المنبر قال فقعد عبد الرحمن مقعد النبي ( ص ) واجلس عثمان تحته على الدرجة الثانية وجاء اليه الناس يبايعونه وبايعه علي بن ابي طالب اولا ويقال آخرا وما يذكره كثير من المؤرخين كان جرير وغيره عن رجال لا يعرفون ان عليا قال لعبد الرحمن خدعتني وانك انما وليته لنه صهرك وليشاورك كل يوم في شأنه وأنه تلكأ حتى قال له عبد الرحمن فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه والله فسيؤتيه اجرا عظيما الى غير ذلك من الأخبار المخالفة لما ثبت في الصحاح فهي مردوده على قائليها وناقلها والله أعلم .
والمظنون بالصحابة خلاف ما يتوهم كثير من الرافضة وأغبياء القصاص الذين لا تميز عندهم بين صحيح الأخبار وضعيفها ومستقيمها وسقيمها ومبادها وقويمها والله الموفق للصواب وقد اختلف علماء السير في اليوم الذي بويع فيه لعثمان بن عفان Bه فروى الواقدي عن شيوخه انه بويع يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين واستقبل بخلافته المحرم سنة اربع وعشرين وهذا غريب جدا وقد روي الواقدي ايضا عن ابن جرير عن ابن ابي مليكة قال بويع لعثمان بن عفان لعشر خلون من المحرم بعد مقتل عمر بثلاث ليال وهذا اعرب من الذي قبله وكذا روى سيف بن عمر عن عامر الشعبي انه قال اجتمع اهل الشورى على عثمان لثلاث خلون الناس بين الأذان والإقامة فخرج فصلى بهم العصر وقال سيف عن خليفة بن زفر ومجالد قالا استخلف عثمان لثلاث خلون من المحرم سنة ثلاث وعشرين فخرج فصلى بالناس العصر وزاد الناس يعني من المحرم سنة أربع وعشرين وقد دخل وقت العصر وقد أذن مؤذن صهيب واجتمع في اعطياتهم مائة ووفد اهل الامصار وهو اول من صنع ذلك قلت ظاهر ما ذكرنا من سياق بيعته يقتضي ان ذلك كان قبل الزوال لكنه لما بايعه الناس في المسجد ذهب به الى دار الشورى على ما تقدم فيها من الخلاف فبايعه بقية الناس وكأنه لم يتم البيعة الا بعد الظهر وصلى صهيب يومئذ الظهر في المسجد النبوي وكان اول صلاة صلاها الخليفة امير المؤمنين عثمان بن عفان بالمسلمين صلاة العصر كما ذكره الشعبي وغيره واما اول خطبة خطبها بالمسلمين فروى سيف بن عمر عن بدر بن عثمان عن عمه قال لما بايع اهل الشورى عثمان خرج وهو اشدهم كآبه فأتى منبر النبي ( ص ) فخطب الناس فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي ( ص ) وقال انكم في دار قلعة وفي بقية أعمار