قتلناكم دخلتم النار واديتم الجزية قال فلما قال واديتم الجزية نخروا وصاحوا وقالوا لا صلح بيننا وبينكم فقال المغيرة تعبرون الينا او نعبر اليكم فقال رستم بل نعبر اليكم فاستاخر المسلمون حتى عبروا فحملوا عليهم فهزموهم .
وذكر سيف ان سعدا كان به عرق النسا يومئذ وانه خطب الناس وتلى قوله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون وصلى بالناس الظهر ثم كبر اربعا وحملوا بعد ان امرهم ان يقولوا لا حول ولا قوة الا بالله في طردهم اياهم وقتلهم اياهم وقعودهم لهم كل مرصد وحصرهم لبعضهم في بعض الاماكن حتى اكلوا الكلاب والسنانير وما رد شاردهم حتى وصل الى نهاوند ولجا اكثرهم الى المدائن ولحقهم المسلمون الى ابوابها وكان سعد قد بعث طائفة من اصحابه الى كسرى يدعونه الى الله قبل الوقعة فاستاذنوا على كسرى فاذن لهم وخرج اهل البلد ينظرون الى اشكالهم وارديتهم على عواتقهم وسياطهم بأيديهم والنعال في ارجلهم وخيولهم الضعيفة وخبطها الارض بارجلها وجعلوا يتعجبون منها غاية العجب كيف مثل هؤلاء يقهرون جيوشهم مع كثرة عددها وعددها ولما استاذنوا على الملك يزدجرد اذن لهم واجلسهم بين يديه وكان متكبرا قليل الادب ثم جعل يسالهم عن ملابسهم هذه ما اسمها عن الاردية والنعال والسياط ثم كلما قالوا شيئا من ذلك تفاءل فرد الله فاله على راسه ثم قال لهم ما الذي اقدمكم هذه البلاد اظننتم انا لما تشاغلنا بأنفسنا اجترأتم علينا فقال له النعمان بن مقرن ان الله رحمنا فأرسل الينا رسولا يدلنا على الخير ويامرنا به ويعرفنا الشر وينهانا عنه ووعدنا على اجابته خير الدنيا والآخرة فلم يدع الى ذلك قبيلة الا صاروا فرقتين فرقة تقاربه وفرقة تباعده ولا يدخل معه في دينه الا الخواص فمكث كذلك ما شاء الله ان يمكث ثم امر ان ينهد الى من خالفه من العرب ويبدا بهم ففعل فدخلوا معه جميعا على وجهين مكروه عليه فاغتبط وطائع اياه فازداد فعرفنا جميعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق وامرنا ان نبدأ بمن يلينا من الامم فندعوهم الى الانصاف فنحن ندعوكم الى دينا وهو دين الاسلام حسن الحسن وقبح القبيح كله فان ابيتم فامر من الشر هو اهون من آخر شر منه الجزاء فإن ابيتم فالمناجزة وان واجبتم الى دينننا خلفنا فيكم كتاب الله واقمنكم عليه على ان تحكموا باحكامه ونرجع عنكم وشانكم وبلادكم وان اتيتمونا بالجزي قبلنا ومنعناكم والا قاتلناكم قال قتلكم يزدجر فقال اني لا اعلم في الارض امة كانت اشقى ولا اقل عددا ولا اسوأ ذات بين منكم قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفوناكم لا تغزوكم فارس ولا تطعمون ان تقوموا لهم فان كان عددكم كثر فلا يغرنكم منا وان كان الجهد دعا كم فرضنا