ما سن لنا رسول الله A ان نؤخر الاعداء عند اللقاء اكثر من ثلاث فانظر في امرك وامرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الاجل فقال اسيدهم انت قال لا ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير ادناهم على اعلاهم فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال هل رايتم قط اعز وارجح من كلام هذا الرجل فقالوا معاذ الله ان تميل الى شىء من هذا تدع دينك الى هذا الكلب اما ترى الى ثيابه فقال ويلكم لا تنظرون الى الثياب وانظروا الى الرأي والكلام والسيرة ان العرب يستخفون بالثياب والمأكل ويصونون الاحساب ثم بعثوا يطلبون في اليوم الثاني رجلا فبعث اليهم حذيفة بن محصن فتكلم نحو ما قال ربعي وفي اليوم الثالث المغيرة بن شعبة فتكلم بكلام حسن طويل قال فيه رستم للمغيرة انما مثلكم في دخولكم ارضنا كمثل الذباب راى العسل فقال من يوصلني اليه وله درهمان فلما سقط عليه غرق فيه فجعل يطلب الخلاص فلا يجده وجعل يقول من يخلصنى وله اربعة دراهم ومثلكم كمثل الثعلب ضعيف دخل جحرا في كرم فلما رآه صاحب الكرم ضعيفا رحمه فتركه فلما سمن افسد شيئا كثيرا فجاء بجيشه واستعان عليه بغلمانه فذهب ليخرج فلم يستطع لسمنه فضربه حتى قتله فهكذا تخرجون من بلادنا ثم استشاط غضبا واقسم بالشمس لأقتلنكم فقال المغيرة ستعلم ثم قال رستم للمغيرة قد امرت لكم بكسوة ولاميركم بالف دينار وكسوة ومركوب وتنصرفون عنا فقال المغيرة ابعد ان اوهنا ملككم وضعفنا عزكم ولنامدة نحو بلادكم وناخذ الجزية منكم عن يد وانتم صاغرون وستصيرون لنا عبيدا على رغمكم فلما قال ذلك استشاط غضبا ( 1 ) .
وقال ابن جرير حدثنى محمد بن عبدالله بن صفوان الثقفي ثنا امية بن خالد ثنا ابو عوانة عن حصيب بن عبدالرحمن قال قال ابو وائل جاء سعد حتى نزل القادسية ومعه الناس قال لا ادري لعلنا لا نزيد على سبعة الاف او ثمان الاف بين ذلك والمشركون ثلاثون الفا ونحوذلك فقالوا لا يد لكم ولا قوة ولا سلاح ما جاء بكم ارجعوا قال قلنا ما نحن براجعين فكانوا يضحكون من نبلنا ويقولون دوك دوك وشبهونا بالمغازل فلما ابينا عليهم ان نرجع قالوا ابعثوا الينا رجلا من عقلائكم يبين لنا ما جاء بكم فقال المغيرة بن شعبة انا فعبر اليهم فقعد مع رستم على السرير فنخروا وصاحوا فقال ان هذا لم يزدني رفعة ولم ينقص صاحبكم فقال رستم صدق ما جاء بكم فقال انا كنا قوما في شر وضلالة فبعث الله الينا نبيا فهدانا الله به ورزقنا على يديه فكان فيما رزقنا حبة تنبت في هذا البلد فلما اكلناها واطعمناها اهلينا قالوا لا صبر لنا عنها انزلونا هذه الارض حتى ناكل من هذه الحبة فقال رستم اذا نقتلكم قال ان قتلتمونا دخلنا الجنة وان