بمثل ذلك ورد عليه مثله واقبلا بعدما استخلفا في عملهما الى المدينة وقدم خالد بن سعيد بن العاص من اليمن فدخل المدينة وعليه جبة ديباج فلما رآها عمر عليه امر من هناك من الناس بتحريقها عنه فغضب خالد بن سعيد وقال لعلي بن ابي طالب يا ابا الحسن اغلبتم يا بني عبدمناف عن الامرة فقال له علي امغالبة تراها او خلافة فقال لا يغالب على هذا الامر اولى منكم فقال له عمر بن الخطاب اسكت فض الله فاك والله لا تزال كاذبا تخوض فيما قلت ثم لا تضر الا نفسك وابلغها عمر ابا بكر فلم يتأثر لها ابو بكر ولما اجتمع عند الصديق من الجيوش ما اراد قام في الناس خطيبا فاننى على الله بما هو اهله ثم حث الناس على الجهاد فقال الا لكل امر جوامع فمن بلغها فهي حسبه ومن عمل الله كفاه الله عليكم بالجد والقصد فان القصد ابلغ الا انه لا دين لاحد لا ايمان له ولا ايمان لمن خشيه له ولا عمل لمن لا نية له الا وان في كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله لما ينبغي للمسلم ان يحب ان يخص به هي النجاة التي دل الله عليها اذ نجى بها من الخزي والحق بها الكرامة .
ثم شرع الصديق في تولية الامراء وعقد الالوية والرايات فيقال ان اول لواء عقده لخالد بن سعيد بن العاص فجاء عمر بن الخطاب فثناه عنه وذكره بما قال فلم يتأثر به الصديق كما تأثر به عمر بل عزله عن الشام وولاه ارض تيماء يكون بها فيمن معه من المسلمين حتى يأتيه امره ثم عقد لواء يزيد بن ابي سفيان ومعه جمهور من الناس ومعه سهيل بن عمرو واشباهه من اهل مكة وخرج معه ماشيا يوصيه بما اعتمده في حربه ومن معه من المسلمين وجعل له دمشق وبعث ابا عبيدة بن الجراح على جند آخر وخرج معه ماشيا يوصيه وجعل له نيابة حمص وبعث عمرو بن العاص ومعه جند آخر وجعله على فلسطين وامر كل امير ان يسلك طريقا غير طريق الآخر لما لحظ في ذلك تداخل من المصالح وكان الصديق اقتدى في ذلك بنبي الله يعقوب حين قال لبنيه يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة وما اغنى عنكم من الله من شىء ان الحكم الا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون فكان سلوك يزيد بن ابي سفيان على تبوك فال المدائني باسناده عن شيوخه قالوا وكان بعث ابي بكر هذه الجيوش في اول سنة ثلاث عشرة قال محمد بن اسحاق عن صالح بن كيسان خرج ابو بكر ماشيا ويزيد بن ابي سفيان راكبا فجعل يوصيه فلما فرغ قال اقرئك السلام واستودعك الله ثم انصرف ومضى يزيد واجد السير ثم تبعه شرحبيل بن حسنة ثم ابو عبيدة مددا لهما فسلكوا غير ذلك الطريق وخرج عمرو بن العاص حتى نزل العرمات من ارض الشام ويقال ان يزيد بن ابي سفيان نزل البلقاء اولا ونزل شرحبيل بالاردن ويقال ببصرى ونزل ابو عبيدة بالجابية وجعل الصديق يمدهم بالجيوش وامر كل