استهلت هذه السنة والصديق عازم على جمع الجنود ليبعثهم الى الشام وذلك بعد مرجعه من الحج عملا بقوله تعالى يا ايها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا ان الله مع المتقين وبقوله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر الآية واقتداء برسول الله A فانه جمع المسلمين لغزو الشام وذلك عام تبوك حتى وصلها في حر شديد وجهد فرجع عامه ذلك ثم بعث قبل موته اسامة بن زيد مولاه ليغزو تخوم الشام كما تقدم ولما فرغ الصديق من امر جزيرة العرب بسط يمينه الى العراق فبعث اليها خالد بن الوليد ثم اراد ان يبعث الى الشام كما بعث الى العراق فشرع في جمع الامراء في اماكن متفرقة من جزيرة العرب وكان قد استعمل عمرو بن العاص على صدقات قضاعة معه الوليد بن عقبة فيهم فكتب اليه يستنفره الى الشام اني كنت قد رددتك على العمل الذي ولاكه رسول الله A مرة وسماه لك اخرى وقد احببت ابا عبدالله ان افرغك لما هو خير لك في حياتك ومعادك منه الا ان يكون الذي انت فيه احب اليك فكتب اليه عمرو بن العاص اني سهم من سهام الاسلام وانت عبد الله الرامي بها والجامع لها فانظر اشدها واخشاها فارم بي فيها وكتب الى الوليد بن عقبة