لا قال أما أن النبي A قد ذكركم آنفا فقال خيرا ثم مشوا معه حتى أتوا النبي A فقال عمر للقوم وهذا صاحبكم الذي تريدون فرمى القوم بانفسهم عن ركائبهم فمنهم من مشى ومنهم من هرول ومنهم من سعى حتى أتوا رسول الله A فاخذوا بيده فقبلوها وتخلف الاشج في الركاب حتى أناخها وجمع متاع القوم ثم جاء يمشي حتى أخذ بيد رسول الله A فقبلها فقال النبي A إن فيلك خلتين يحبهما الله ورسوله قال جبل جبلت أم تخلقا مني قال بل جبل فقال الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله .
وقال ابن اسحاق وقدم على رسول الله A الجارود بن عمرو بن حنش أخو عبد القيس قال ابن هشام وهو الجارود بن بشر بن المعلى في وفد عبد القيس وكان نصرانيا قال ابن اسحاق وحدثني من لا أتهم عن الحسن قال فلما انتهى الى رسول الله A كلمه فعرض عليه الاسلام ودعاه اليه ورغبه فيه فقال يا محمد إني كنت على دين وإني تارك ديني لدينك أفتضمن لي ديني فقال رسول الله A نعم أنا ضامن أن قد هداك الله الى ما هو خير منه قال فاسلم وأسلم أصحابه ثم سأل رسول الله A الحملان فقال والله ما عندي ما احملكم عليه قال يا رسول الله إن بيننا وبين بلادنا ضوالا من ضوال الناس أفنتبلغ عليها الى بلادنا قال لا إياك وإياها فانما تلك حرق النار قال فخرج الجارود راجعا الى قومه وكان حسن الاسلام صلبا على دينه حتى هلك وقد أدرك الردة فلما رجع من قومه من كان أسلم منهم الى دينهم الأول مع الغرور بن المنذر بن النعمان بن المنذر قام الجارود فتشهد شهادة الحق ودعا الى الاسلام فقال ايها الناس إني اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله واكفر من لم يشهد وقد كان رسول الله A بعث العلاء بن الحضرمي قبل فتح مكة الى المنذر بن ساوى العبدي فاسلم فحسن اسلامه ثم هلك بعد رسول الله A قبل ردة أهل البحرين والعلاء عنده أميرا لرسول الله A على البحرين ولهذا روى البخاري من حديث ابراهيم بن طهمان عن أبي حمزة عن ابن عباس قال أول جمعة جمعت في مسجد رسول الله A في مسجد عبد القيس بحونا من البحرين وروى البخاري عن أم سلمة أن رسول الله A أخر الركعتين بعد الظهر بسبب وفد عبد القيس حتى صلاهما بعد العصر في بيتها .
قلت لكن في سياق ابن عباس ما يدل على أن قدوم وفد عبد القيس كان قبل فتح مكة لقولهم وبيننا وبينك هذا الحي من مضر لا نصل اليك إلا في شهر حرام والله أعلم .
قصة ثمامة ووفد بني حنيفة ومعهم مسيلمة الكذاب .
قال البخاري باب وفد بني حنيفة وقصة ثمامة بن انال حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث