فوالله لا تنفك نفسي حزينة ... تململ حتى تصدقوا الخزرج الضربا ... فصل ... .
وقد ذكر ابن اسحاق اشعارا من جهة المشركين قوية الصنعة يرثون بها قتلاهم يوم بدر فمن ذلك قول ضرار بن الخطاب بن مرداس أخب بني محارب بن فهر وقد أسلم بعد ذلك والسهيلي في روضه يتكلم على أشعار من أسلم منهم بعد ذلك ... عجبت لفخر الأوس والحين دائر ... عليهم غدا والدهر فيه بصائر ... وفخر بني النجار إن كان معشر ... اصيبوا ببدر كلهم ثم صائر ... فأن تك قتلى غودرت من رجالنا ... فإنا رجالا بعدهم سنغادر ... وتردى بنا الجراد العناجيج وسطكم ... بني الأوس حتى يشفي النفس ثائر ... ووسط بني النجار سوف نكرها ... لها بالقنا والدارعين زوافر ... فنترك صرعى تعصب الطير حولهم ... وليس لهم إلا الاماني ناصر ... وتبكيهم من أرض يثرب نسوة ... لهن بها ليل عن النوم ساهر ... وذلك أنا لا تزال سيوفنا ... بهن دم ممن يحاربن مائر ... فأن تظفروا في يوم بدر فانما ... بأحمد أمسى جدكم وهو ظاهر ... وبالنفر الأخيار هم أولياؤه ... يحامون في اللأواء والموت حاضر ... يعد أبو بكر وحمزة فيهم ... ويدعى على وسط من أنت ذاكر ... أولئك لا من نتجت من ديارها ... بنو الأوس والنجار حين تفاخر ... ولكن أبوهم من لؤي بن غالب ... إذا عدت الانساب كعب وعامر ... هم الطاعنون السيل في كل معرك ... غداة الهياج الأطيبون الاكابر ... .
فأجابه كعب بن مالك بقصيدته التي أسلفناها وهي قوله ... عجبت لأمر الله والله قادر ... على ما أراد ليس لله قاهر ... .
قال ابن اسحاق وقال أبو بكر واسمه شداد بن الاسود بن شعوب .
قلت وقد ذكر البخاري أنه خلف على امرأة أبي بكر الصديق حين طلقها الصديق وذلك حرم الله المشركات على المسلمين واسمها أم بكر ... تحيي بالسلامة أم بكر ... وهل لي بعد قومي من سلام ... فماذا بالقليب قليب بدر ... من القينات والشرب الكرام