بغير حساب وقوله إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم .
وقال بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى .
ونصوص القرآن الحاكية عن اليهود والنصارى وسائر الملل مثل هذا كثيرة جدا ولا يتسع المقام لبسطها وقد بعث النبي وأهل الملة اليهودية والنصرانية في أكثر بقاع الأرض وبلغهم ما حكاه القرآن عن أنبيائهم من إثبات المعاد وإثبات النعيم الجسماني والروحاني ولم يسمع عن أحد منهم أنه أنكر ذلك أو قال هو خلاف ما في التوراة والإنجيل وقد نزل أكثر القرآن على النبي في المدينة وكان اليهود متوافرين فيها وفيما حولها من القرى المتصلة بها وكانوا يسمعون ما ينزل من القرآن ولم يسمع أن قائلا منهم قال للنبي إنك تحكي عن التوراة ما لم يكن فيها من البعثة وما أعده الله في الدار الآخرة من النعيم للمطيعين والعذاب للعاصين وقد كانوا يودون أن يقدحوا في النبوة المحمدية بكل ممكن بل كانوا في بعض الحالات ينكرون وجود ما هو موجود في التوراة كالرجم فكيف سكتوا عن هذا الأمر العظيم وهل كانوا يعجزون أن يقولوا عند سماعهم لقوله تعالى وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ما قلنا هذا ولا نعتقده ولا جاءت به شريعة موسى .
وهكذا عند سماعهم لقوله تعالى وقالوا لن يدخل الجنة