@ 406 @ .
( ^ الدنيا ومتعناهم إلى حين ( 98 ) ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ( 99 ) وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل ) * * * * .
واختلف القول في أنهم هل رأوا العذاب عيانا أو رأوا دليل العذاب ؟ فالأكثرون على أنهم رأوا العذاب عيانا . قال قتادة : تدنى عليهم العذاب حتى صار بينهم وبين العذاب قدر ميل . وقال بعضهم : رأوا دليل العذاب ، ولم يروا عين العذاب . .
والقول الأول أصح ؛ بدليل قوله : ( ^ كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ) والكشف إنما يكون بعد وقوع العذاب أو قرب العذاب . فإن قال قائل : كيف قبل إيمانهم عند المعاينة ، ولم يقبل إيمان غيرهم ، وقد قال في موضع آخر : ( ^ يؤمنون بالغيب ) دل أن الإيمان المقبول هو الإيمان بالغيب ؟ .
الجواب : أن قوم يونس استثنوا من هذا الأصل بنص القرآن ، والله تعالى يفعل ما يشاء ولا سؤال عليه فيما يفعل . وزعم الخليل وسيبويه : أن الاستثناء هاهنا منقطع ، ومعنى الآية : لكن قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا . .
وعن علي - رضي الله عنه - قال : الحذر لا يرد القدر ، والدعاء يرد القدر ؛ فإن الله تعالى كشف العذاب عن قوم يونس بالدعاء . وعن علي - أيضا - أنه قال : كان كشف العذاب يوم عاشوراء . .
وقيل في تقدير ابتداء الآية : ' فهلا ' كانت قرية آمنت حين ينفعها إيمانها ؛ لكن قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم العذاب ، ومعنى قرية : أهل قرية . وقيل : اسم تلك القرية كان نينوى ، من بلاد الجزيرة . .
قوله تعالى : ( ^ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) في الآية رد على القدرية ؛ فإنه تعالى أخبر أنه لم يشأ إيمان جميع الناس ، وعندهم أنه شاء إيمان جميع الناس . وقوله : ( ^ أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) هذا تسلية للنبي