@ 389 @ .
( ^ لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهو لا يظلمون ( 54 ) ألا إن لله ما في السموات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 55 ) هو يحيي ويميت وإليه ترجعون ( 56 ) يا أيها ) * * * * هاهنا : بذل ما ينجو به عن العذاب . وقوله : ( ^ وأسروا الندامة لما رأوا العذاب ) فيه قولان : .
أحدهما : قول أبي عبيدة ، وهو : أن معناه : وأظهروا الندامة . .
والقول الثاني : وأسروا الرؤساء منهم الندامة من الضعفاء خوفا من مذامتهم وتعييرهم . .
وقوله : ( ^ وقضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ) قد بينا المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ألا إن لله ما في السموات والأرض ) فإن قال قائل : أليس أن عندكم السموات سبع ، والأرضون سبع ، فكيف ذكر السموات بلفظ الجمع والأرض بلفظ ( الوحدان ) ؟ .
الجواب : أن الواحد هاهنا بمعنى الجمع ، والعرب قد تذكر الواحد بلفظ الجمع ، والجمع بلفظ الواحد ، وقيل : إن الأرضين وإن كانت سبعا ولكن لما لم تظهر سوى هذه الواحدة وكانت الباقون مخفية ، ذكر بلفظ الوحدان . .
وقوله : ( ^ ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ هو يحيي ويميت وإليه ترجعون ) معلوم المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم ) الآية ، الموعظة : قول على طريق العلم يؤدي إلى صلاح العباد . وقوله : ( ^ وشفاء لما في الصدور ) الشفاء هاهنا هو الدواء لذي الجهل . وقال أهل العلم : لا داء أعظم من الجهل ، ولا دواء أعز من دواء الجهل ، ولا طبيب أقل من طبيب الجهل ، ولا شفاء أبعد من شفاء الجهل .