@ 384 @ ( ^ رب العالمين ( 37 ) أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ( 38 ) بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ( 39 ) ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين ( 40 ) وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم ) * * * * ومعنى باقي الآية معلوم . .
قوله تعالى : ( ^ أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله ) معنى الآية : هو الاحتجاج على الكفار بمعجزة القرآن ؛ فإنهم كانوا يقولون : إن محمدا قد افتراه ، فقال لهم : إن كان افتراه وأتى به من عند نفسه فأتوا أنتم بمثله . .
فإن قيل : قال : ( ^ فأتوا بسورة مثله ) فللقرآن مثل يؤتى بسورة منه ؟ .
الجواب : أن معناه : فأتوا بسورة من مثله في البلاغة والنظم وصحة المعنى . وقيل : إن معناه : فأتوا بسورة مثل سورة القرآن . .
وقوله : ( ^ وادعوا من استطعتم من دون الله ) معناه : واستعينوا بمن استطعتم من دون الله ( ^ إن كنتم صادقين ) . .
قوله : ( ^ بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ) الإحاطة بعلم الشيء هي : المعرفة به من جميع وجوهه ، ومعنى الآية : بل كذبوا بالقرآن ولم يحيطوا بعلمه ، يعني : لم يعلموه . .
وقوله : ( ^ ولما يأتهم تأويله ) أي : ولم يأتهم تأويله ، ومعناه : ولم يعلموا ما يؤول إليه عاقبة أمرهم . ثم قال تعالى : ( ^ كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين ) معناه : ومنهم من يؤمن به - بالقرآن - كأصحاب النبي من المهاجرين والأنصار ، ومنهم من لا يؤمن به كأبي جهل ومن ( تابعه ) ، ومنهم من قال : ومنهم من يؤمن